|
أنَّ الوفَاءُ ومااسْتَكَانَ هَواهُ |
وتأرْجَحَتْ في الخافقينِ مُناهُ |
باتَ الحنينُ مُضَهَّبًا بفؤادهِ |
رقَصَتْ على أوجاعهِ ذكراهُ |
ماانفكَّ يحزبُهُ الأسى متلذِّذًا |
بعذابه فالحبُّ قد أشقاهُ |
وانهلَّ غيثُ غمامتيه فما رأى |
إلاَّ أفاعٍ تستبيحُ أذاهُ |
نفثتْ بأحشاءِ الوفاءِ صديدَها |
واستوطنَ الغدرُ الخدوعُ سمَاهُ |
وتكاتفتْ جندُ الرَّزايا حولَه |
وتمطَّتِ الآهاتُ في نجواهُ |
ياأيُّها الليلُ المُدَنَّفُ إنَّ بي |
حزنٌ شفيفٌ لاأُطيقُ صداهُ |
لاتُلقِ أسواط المَلام فإنَّ لي |
قلبٌ رهيفٌ تمتطيهِ الآهُ |
أنا من أنا ؟ قيثارةٌ للحُبّ في |
دهْرٍ تلوَّثَ بالجفا معناهُ |
أنا من أنا ؟ ياقومُ بينَ جَهَالةٍ |
عِلْمٌ رفيعٌ لايضيعُ سناهُ |
أنا من أنا؟ يابدرُ تاهتْ مُقلتي |
في أرضِ من وَرِدُوا الخَنَا وتَباهوا |
أنا من أنا ؟ حارتْ قوافلُ غربتي |
في عَالَمٍ دَنِسٍ كَواهُ لظاهُ |
ماعُدتُ أرْغبُ في حياةٍ مرَّةٍ |
رُجِمَ الهلال بها أُهينَ خُطاهُ |
ماعُدتُ أرضى عنْ حماقةِ إخوتي |
بَلَغوا من الحقدِ الدفينِ مَداهُ |
همْ نُطفةٌ لِلْؤْمِ في صُلْبِ الوَبَا |
قد شوَّهُوا رَحِم الزَّمَان فشاهُوا |
جُبِلوا على طعن الكرامِ فقلَّما |
يَهْدِي اللئيمُ إلى الكريمِ إِخَاهُ |
أمَّن يرى صمتَ المعالي ذلَّةً |
ويرى منَ الفعلِ الدنيئِ عُلاهُ |
أمَّن إذا عَقرَ الودادَ بكَى الونَى |
وتطايرتْ أنفاسُه تنعاهُ |
أمَّن إذا لدغَ الوفاءَ شكَى القِلى |
فكأنَّه المظلومُ في دعْوَاهُ |
لَبِسَ النِّفَاقَ قناع عشْقٍ زائفٍ |
وتهاوتِ الأخلاقُ في دنياهُ |
فله "دعاياتٌ" تبثُّ سمومَهُ |
أبواقُ سُخفٍ تحتمي بحمَاهُ |
يامنْ ينادي بالفضيلةِ يدَّعي |
قُلَلَ النَّقاءِ على عيونِ رُباهُ |
دعْ عنكَ خطْلَكَ ياحَرُونُ فإنَّما |
طبعُ الخسَاسةِ في الزَّنيمِ تراهُ |
صهلَ الوفاءُ بعزَّةٍ فتقهقرتْ |
رَهْطُ الخِيانَةِ خَيبَةً تغْشَاهُ |
الجودُ شيمتُه وفي أثوابِه |
لمعانُ طُهرٍ زادَ من تقواهُ |
وأراهُ في غابِ الثعالبِ فارسًا |
للحقِّ يأبَى الضَيمَ في مَنفَاهُ |
فليَخْرَسِ الغَدرُ الغشومُ وأهْلُه |
ولتَنْتَحِ الأقْدامُ عنْ مَسْعَاهُ |