بسبسة قطة صغيرة, مشمشية اللون, سمينة وجميلةـ تعيش سعيدة في منزل سليم صاحب
المزرعة الصغيرة ـ وتجد في مطبخ المنزل الهدوء .. والدفء.
بسبسة دائما تقول: مطبخ الحاج سليم هو أحسن مكان في العالم كله, فقد كان لبسبسة دائما
وعاءا مملوءا بالحليب لتشربه , وطبقا زاخرا بالطعام اللذيذ لتأكل منه, وكرة صغيرة تلعب
بها, وتجري ورائها عندما تشعر بأنها تريد اللعب, ووسادة ناعمة خاصة لتنام عليها.
وطوال الوقت.. يوجد إبريق الشاي يغني على النار هم .. هم
وساعة المطبخ تقول.. تك .. توك .. تك
فتقول بسبسة: كر ..كر فهي فرحة مسرورة.
************************************************** ***********
في صباح أحد أيام الربيع حدث شيء عجيب
براد الشاي لم يكن يغني على النار هم ..هم
وساعة المطبخ لم تكن تقول تك .. توك .. تك
ولم تقل بسبسة كر.. كر .. لأن وعاء الحليب لم يكن موجودا ـ ولا طبقها الخاص بالطعام
ولا كرتها الصغيرة ـ ولا حتى وسادتها الجميلة الناعمة .
في هذا الصباح كان كل شيء في مطبخ الحاج سليم مقلوبا رأسا على عقب..
فالحاجة فاطمة زوجة الحاج سليم قد أخذت تنقل كل الأدوات التي في المطبخ , وظلت تدفع
بها إلى الخارج ـ فقد كانت تقوم بعملية نظافة شاملة .
بوم .. بام .. طاخ .. طيخ صاحت بسبسة : ما هذه الضجة ؟؟ توقفوا .. توقفوا ..لم يسمعها
أحد .. بسبسة حزينة لأنها لم تجد مكانها مهيأ لها كما قبل , فأخذت تهز زيلها بغضب.
ذهبت بسبسة إلى كلب المزرعة صديقها( بوبي ) لتحكي له مشكلتها.
قال بوبي : لا تحزني بسبسة.. فلتبق معي هنا ..
سنلعب معا ـ وندفن العظام معا ـ وعندما نجوع نحفر ونظهرها ونأكلها سويا
وسوف تنامين معي في الكشك الأحمر الصغير.
قالت بسبسة : ولكن الكشك الأحمر صغير ولن يسعنا معا.
ثم إني لا أرغب في أكل عظامك القديمة .. شكرا لك يا بوبي.
*****************************************
ذهبت بسبسة لإسطبل المزرعة لتحكي مشكلتها لصديقها الحصان .. عنتر
قال عنتر : لا تحزني يا بسبسة .. فلتبقي معي هنا ..
سنمرح معا ونحن نجر عربة الحاج سليم , وستشاركينني في أكل العلف اللذيذ
وفي الليل ستنامين معي في فراشي الوثير, المصنوع من القش والتبن ..
ألن يكون ذلك ظريفا.
قال بسبسة : لا تكن سخيفا يا عنتر ـ أنا أصغر من أن أستطع جر العربة , ولا أعتقد بأني
أريد أكل العلف ـ أو أنام على فراش من التبن .
شكرا لك يا صديقي
*****************************************
بسبسة ذهبت إلى الحقل لتحكي مشكلتها لسمورة البقرة .
قالت البقرة سمورة : ابقي معي هنا يا بسبسة ويا مرحبا بك ..
هنا ستجدي كمية وفيرة من أجود أنواع البرسيم ـ ومساحة واسعة من العشب الناعم لتنامي
عليها ... وهنا حولنا الطيور الجميلة والنحل والأزهار الملونة .
قالت بسبسة : أنا أحب الطيور والنحل والأزهار ..
ولكن لا أحب أن أأكل البرسيم ـ ولا أريد أن أنام على الأعشاب ..
أنا لا أريد إلا وسادتي الناعمة لأنام عليها ــ شكرا لك يا سمورة .
**********************************************
ذهبت بسبسة إلى حظيرة الدواجن لتحكي مشكلتها لصديقتها الدجاجة كوكو
قالت كوكو : أنا يا صديقتي عندي الحل ..
فلتأتي لتعيشي معي هنا .. ستلتقطين معي حبوب القمح والذرة .. وسنحفر سويا لننقب
على الديدان الشهية .. وفي الليل ستنامين معي في الحظيرة ... ما رأيك ؟؟
قالت بسبسة : لا .. لا
أنا لا أستطيع أبدا أن ألتقط الحبوب ـ ولا أحب أكل الديدان ـ ولا أريد أن أنام في حظيرة
الدجاج في الليل ــ كما ترين أنا قطة ..شكرا لك صديقتي كوكو .
************************************************** *
فكرت بسبسة بما قاله أصدقاؤها من الحيوانات ..
ما قال بوبي الكلب ـ وعنتر الحصان ـ وسمورة البقرة ـ وكوكو الدجاجة
كم كانوا لطفاء وكرماء معها . . لقد حاول كل منهم مساعدتها بطريقته الخاصة
لكن بسبسة كانت تعلم إنه لا يوجد سوى مكان واحد تستطيع أن تعيش فيه مرتاحة
لذا فقد عادت مرة ثانية إلى المطبخ .
يا للروعة .. يا للدهشة .. لقد أصبح كل شيء نظيف مرتب كما كان .
مياو .. مياو .. صاحت بسبسة بسعادة فقد كان هناك وعائها المملوء بالحليب ـ وطبقها
الخاص مليء بالطعام ـ وكرتها الصغيرة ـ وأهم من هذا كله .. كانت وسادتها الجميلة
الناعمة.... هم .. هم .. كان يغني أبريق الشاي على النار
تك .. توك ـ تك كانت الساعة تقول ـ كل شيء عاد كما كان .
صاحت الحاجة فاطمة بسعادة : لقد عادت بسبسة ـ لقد عادت بسبسة .
بسبسة سعيدة ـ لقد افتقدوها كما افتقدتهم ... إنهم يحبونها .. وهي تحبهم كثيرا .
بسبسة الآن أسعد قطة في العالم .