هكذا خلقنا الله رب العزّة .. مختلفين .. متفاوتين في العقول والأفهام والأمزجة والمدارك .. ولو شاء سبحانه لخلقنا على نسق واحد ، وقدرات عقلية وجسمانية واحدة ، نسخ مكررة ..
( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ )
إنه إرادة الله ومشيئته وحكمته وآياته ..
( وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ )
فإذا كان الاختلاف وتعددية الآراء والاتجاهات واقعاً وسنة إلهية .. فما هي الآلية المناسبة للتعامل معه ؟
إنها الحوار ..
وسيلة التفاهم والتواصل بين الناس ، الذي يمكننا من خلالها توظيف الاختلاف وترشيده ودفعه إلى غايته القصوى ومداه الأبعد والأشمل .. التعارف ..
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
بالحوار يمكن أن نطرح رؤانا وأفكارنا وتصورتنا ، ونضعها على المحك .. نتبادل المعرفة والعلوم والثقافات ، وننفتح على الآخر ونسمع له ، ويداً بيد نمضي في درب الوصول إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى ..
كما أنه يعكس الواقع الحضاري والثقافي للشعوب والأمم ..