فـــي المـزهـريـة قـلــب كــــان خـفـاقــا
من فقـده الزهـر قـد أضنـاه مـا لاقـى
مــن طـفـلـة عـبـثـت بـالـنـار تطفـئـهـا
لتشـعـل الـمـاء فــي الأحــداق رقـراقــا
كانـت هنـا فسمـت مـن يمهـا سحـب
ليـقـذف القـلـب فــي الـتـابـوت أوراقـــا
من عطرها فاح شعر ما ارتوى ألما
إلا لـيـطـرب فـــي الـصـحـراء عـشـاقــا
كانت وفي دفء عينيها هدى قبـس
يــجــلـــو بـكــاشــفــة الأســرارأعــمــاقــا
وكــانــت الـقـريــة الـمـعـطـاء واحـتـنــا
تـغــوي فـراقـدهـا مـــن ظـــل مـشـتـاقـا
كــانـــت نـخـيـلاتـهـا لــيـــلا تـشـاركـنــا
حــبـــا يـفــتــق بــيـــن الـنــخــل آفــاقـــا
وحـولـنــا ســعـــف بـالــبــوح مـنـشـغــل
يلـيـن لـيـلا عـلـى الوجـهـيـن إشـفـاقـا
كنا كمـا النخـل مـن أنثـى ومـن ذكـر
فـــي لـيـلـنـا نـجـتـنـي الــلــذات ســراقــا
كـانـت روائــع سلـمـى تنتـشـي شبـقـا
وكـــان قـلـبـي إلـــى الأعـمــاق تـواقــا
وكــان فــي القـلـب لـلأحــزان مـتـسـع
وفــرحـــة تـــمـــلأ الأكــــــوان إشـــراقـــا
وفــــجــــأة رن جــــوالــــي فــأفــزعــنــي
فأيـقـن القـلـب أن القـلـب قـــد ضـاقــا
أشــلاء حِــب عـلـى الكـرسـي مـتـكـئ
مــن النـوافـذ مــرأى الرمل قـــد راقـــا
وصـــوت حـافـلـة قــــد شــــق راكـبـهــا
إلــــى الـعـيــون مـســافــات وأَطــلاقـــا
تـقــول يافـطـة:"زحـف الـرمــال هـنــا"
بمدخـل الشـوق عـاد الـشـوق دفـاقـا
تمشـي الـرمـال إلــى شــوق يحركـهـا
والــجــرح يــعـــزف آهـــــات وأشــواقـــا
بـدفء دمــع عـلـى الخـديـن منكـسـرا
أطبقـت جفنـي علـى الأوجـاع إطبـاقـا
فقال صوت مـن الأعماق:يالـك مـن
فـــتـــى تــفــتـــح أغــصــانـــا وأوراقـــــــا
يــا أنت:ويـحـك مــن سلـمـاك لافـحـة
تكـفـي..وأغـلـقـت الأبـــــواب إغـــلاقـــا