|
أَسْكُبُ الدَّهْشَةَ في كَأْسِ الرَّتَابَة |
بسُؤَالٍ تَحْتسي العينُ جَوابَهْ |
يافؤادًا يَصْطَلِي حُبّاً عَقيمًا |
كيف أنجبتَ من النَّار سَحابَة؟ |
كيف خَبَّأتَ بأضْلاعي حَنِينًا |
عَاشَ مَصْلُوبًا على جِذْعِ انتحابَة؟ |
مِنْ بقايا الأمسِ أقْتَاتُ ظِلالي |
وغدي يَمْتَاحُ من وجهيْ الكآبَة |
شَهْوةُ الموعدِ قد عَرَّتْ عيوني |
بيدَ أنًّ الغيبَ قد وارى كتابَهْ |
تَحْفِرُ الأوهامُ في لوحي المسجَّى |
قَدَرًا يَنْثرُ في جَرْحِيْ تُرَابَهْ |
كُلَّمَا أَسْكَرتُ أنفاسي بوهمٍ |
عَرْبَدَ الواقعُ في روحي المُذابَة |
أيُّها الحُبُّ الذي ابْتَزَّ وجودي |
إنَّ هَذَا القَلْبَ قد ملَّ عَذَابَهْ |
إنَّما الأحزانُ سَيْلٌ من لَهِيبٍ |
لمْ تَزلْ خَدَّايَ تَجْتَرُّ الْتِهَابَهْ |
فكأنَّ الجِفْنَ قوسٌ قد تَمطَّى |
فوقَ عينٍ سَهْمُها أَشْعَلَ قَابَهْ |
دَمْعةٌ هوجاءُ تَجْتَاحُ طريقي |
والمدى المشلولُ يزدادُ رَحَابَة |
أينما سِرتُ أرى وجهًا طريدًا |
لبسَ البَحْرَ ولم يَخلعْ ثيابَهْ |
أسألُ الأمواجَ عن ديرٍ عَتيقٍ |
عَمَّدَتْهُ الشَّمْسُ فارْتَدَّ صَبَابَة |
يارياحًا أَذَّنَتْ بين ضلوعي |
إنَّ شَيخَ الحبِّ قد أغْلَقَ بَابَهْ |
هل يُصَلِّي الرَّمْلُ في مِحْرَابِ رجلي |
خُطْوَةً أُخْرَى وَقَدْ خِفْتُ الحِرَابة؟ |
لستُ أدري غَيرَ أنَّ العُمْرَ فرضٌ |
قَدْ تَقَضَّى جُلُّهُ إلا اغْتِرَابَة |
سوفَ أتْلوها على شَاطِئِ حُلْمِي |
جَاهِرًا بالموتِ لا أُخْفِي رُهَابَهْ |