الفجرُ يبحثُ عنك يا رمزَ الفدا
زادَ الظلامُ على الشآمِ وعربدا
هم يقتلونكَ في القُصَير وأهلها
ويُفَجِّرونَ العدلَ حينَ تفرَّدا
قلَّ الرجاءُ فلم تعدْ أفعالُنا
سيفاً يغرِّدُ بلْ نعامٌ غرَّدا
وقصيدةٌ تبكي على أحوالنا
والحقُّ ما قالَ الكريمُ وقصَّدا
وحديثُ شَجبٍ بين أشباهٍ رأوا
حُلمَ الظهيرةِ قد أبانَ ومهَّدا
واللات تلبسُ في الزمانِ عباءةً
نُسِجتْ بكهفٍ للغواية شُـيِّـدا
نجحَ الوليُّ بضخِّ روحٍ كُـبِّـلتْ
حقداً فعاتبَها الهزيلُ وندَّدا
نارٌ تحيطُ وكاهنٌ متوهجٌ
والغرب للشرقِ اللئيمِ تودَّدا
ومنابرُ الإيمانِ غابَ زئيرُها
تحت العمائمِ والوريدُ تجمَّـدا
والتربُ يخجلُ من مواطئ خوفِنا
لله كم أبلى الترابُ وأخمدا
ويهدِّدُ المعتوهُ بالأقصى إذا
سقط اللئيمُ وللترابِ توسَّدا
أوَ ما درى أن البلادَ رهينةٌ
سبعينَ عاماً والجوارُ لهم فِدا
ويدُ المقاومِ بالنفاقِ تكبَّلت
كذبتْ مقاومةٌ تُـذِلُّ موحِّـدا
جيشُ الكرامةِ يستبدُّ بأهلهِ
ومفازةُ الجولانِ رهنٌ للعدا
أين المقاومُ يا أسيرَ ولايةٍ
ترجو نهاراً للعروبةِ أسودا
أين المقاومُ حين باتت غزةً
تحت القنابلِ ما حميتَ مشرَّدا
الآن حينَ تنفسَ الشامُ الهوى
ورأت رياضُ القدسِ فجراً أوحدا
جاءَ الشقيُّ بحزبهِ متغطرساً
ليعيشَ خلٌّ بالقرينِ قد اقتدى
سقطَ القناعُ عن الوجوهِ فأمطرت
شهبُ العذابِ وكلُّ غيمٍ أرعدا
-----------------
عبد الملك الخديدي
18 / 7 / 1434 هـ