قصيدة قديمة
تغيرت جدا
وصرت أخيرا كبعض النساءْ
فؤاد صغير وفكر هواءْ
يصارعن من أجل قبض السرابِ
ويغرقن في نصف كوب ثناءْ
ويلبسن أقنعة من طلاءْ
ويقهرن بالبسمات الإباء
ويلهثن خلف بريق الضياءْ
ولولا الجمال.. وسحر الدلالِ
لأشعلن بالقلب نار الجفاءْ
ونمضي نسوق لهن الولاءْ
كذا يفعل الحسن بالكبرياءْ
ولكنْ هل الحب إلاّ عطاءْ
ومن لم يؤرِّقه شوق ووجدٌ
فذاك الذي يستحق الرثاءْ
*****
فدتكنّ روحي فثرن وجُلْنَ..
وهدّمن ..إنّا نعيد البنــاءْ
تدلّلْن لكن توقفنَ .. قبل حدود العداءْ
*****
ولكنني قبلُ كنت أخالك نجما منيرًا
وباقي النساءْ
حواليك يعكسن منك الضياءْ
وكنت كأنفاس زهر الروابي
تنشِّرها نسمات المساءْ
وأنغام لحن شجيٍّ جميلٍ
يردده الطير ملء الفضاءْ
وكنت الأميرة والتاج يومض فوق جبين مضاءْ
وكنت أحسك معنىً كبيرًا
وينبوع ودٍ غزير العطاءْ
شديد النقاءْ
أما كان برقك إلا قناعا
وما كان صوبك إلاّ رياءْ
******
تقولين إني أجوب البلاد
وأرجع دوما بجيب خواءْ
وأبذل عمري .. وأجني الشقاءْ
ولمـّحت أني ..قليل المواهب نزر الذكاءْ
ولا مجدلي .. فما المجد إلا دوام الثراءْ
*****
ولو كان غيرك قدد قالها
ضحكت كثيرا لهذا الهراءْ
وأعرضت عنه ..بعين ازدراءْ
ولو كان بالمال قدر الرجالِ
فكيف تظنين بالأنبياءْ
ألم تعلمي أننا في صراعٍ
وأرزاقنا أمرها في السماءْ
ومهما فعلنا .. وثرنا وقلنا
فلن يجرح السيف وجه الهواءْ
ومن يتحدى قرار القضاءْ..؟
*****
وقد يخذل الحظ كفئا ذكيا
ويعدو إلى غارقٍ في الغباءْ
وما العمر إلا خيالات حلمٍ
ولذات هذي الحياة هباءْ
وكل مكاسبها للفناءْ
وأكمل أوقاتها متعةَ
حبيب يوافيك في ساعةٍ من صفاءْ
وأثمن ما نخسر الأصدقاءْ
ومن ليس يملك قلبا كبيرا وحسا جميلًا
فقير ولو عاش في بركة من رخاءْ
وقد تشرق الشمس بعد قليلً
ويسطع نجم ..ويبدو الرواءْ
تغيرت جدا ولولا الأخوة لولا الفتوةِ
لولا الوفاءْ
لقطّعت كل حبال الولاءْ
وهدّمت كل دروب اللقاءْ
وما سقت قافلة للعتابْ
وأقفلت بيني وبينك خمسين بابْ
وقلت على الذكريات العفاءْ
كذلك من قبل عهد النساءْ
وود النساءْ
سرابٌ .. ونقشٌ على وجه ماءْ
وهل أنت خارقة في النساءْ ..؟ِ