اتصلت به بعد أن كتب لي رقم هاتفه في رسالة أرسلها لي، وكنت سعيدا أنني وإياه نعمل في الدولة نفسها، وفي جامعتين مختلفتين، بادرني بصوته الجميل ترحيبا ، وعرفني من أول مرة ، رغم أنني لم ألتق به من قبل ، ودعاني إلى محاضرة عامة، وقد وصلت المحاضرة متأخرا، وبعد أن أنهى المحاضر محاضرته قمت بالتعقيب على أمر دون أن أذكر اسمي ، ففوجئت بعد ذلك به يأتي إلي مستقبلا ومعانقا ..
وبعدها تناولنا الغبقة الرمضانية ، ودعاني إلى أحد المقاهي على شاطئ الخليج، وكان اللقاء به ..
إنه أستاذي :الأستاذ الدكتور السمان
أستاذ الكيمياء في جامعة الكويت ، وجامعة دمشق سابقا، ولن أستطيع أن أفيه حقه في التعريف ، فقد كنت مستمعا إلى عالم كبير ، وأديب مفوّه، ومثقف واع يحسن صياغة الأمور التي تحيط بنا بفكر نير ؛فهو رجل يقطر لسانه شهدا ، يتحدث بخبرة الكبار ، وروعة من يمتلك ناصية اللغة والثقافة والعلم ..
المهم أنني كنت سعيدا بسماعه وهو يتحدث عن الواحة حديث من شغلته رسالتها، وحديث من انتمى إليها فوفى لها ، وكان الكثيرون من أعضائها حاضرون بيننا على طاولة الحوار، وكان أكثرهم حضورا الدكتور سمير الذي حدثني عنه ، وكأنه يعرفه منذ زمن؛ فمتابعته وحرصه يفوقان تقديري..
أخذنا الحديث في الواحة وسبل الارتقاء بها إلى ما تستحق بين الملتقيات الكبرى ، وكنت أسمع منه مقترحات تثلج الصدر،ولا سبيل لذكرها في هذه العجالة، ولكن نعدكم أن تروا ثمارها في القريب العاجل إن شاء الله تعالى..
فشكرا لك أستاذي الكبير على منحي هذا اللحظات الرائعة من عمر الزمن، وشكرا لك لأن الواحة في قلبك وفكرك وضميرك..
وهكذا أيها الأحبة كانت الواحة هي التي أظلتنا بظلالها الوارفة ، وجمعتنا بأستاذ كبير نشرف به بيننا..
فلك منا خالص المحبة وعظيم الامتنان..