شاب الهوى
هيَّأْتُ للحُبِّ الجميلِ موائِداً * * * من ماءِ قلبي من لذيذِ شرابي
ولقدْ وهبْتُكَ ماءَ عيني نورَها * * * يرعاكَ جَفْنٌ وارفُ الأهدابِ
كُنتُ الحكيمَ ولِلْمُضلِ هِدايةً * * * حتّى سرقْتَ هِدايتي ، وصوابي
كم كُنْتُ أحلُمُ أنْ تكون منارتي * * * آثرْتَ أنْ تبقى سوادَ سرابي
ما كنتَ أهلاً للودادِ ودفْئِهِ * * * شاركْتَ دهراً مُمْعِناً بِعقابي
كسَّرتَ أغصاني ، قلَعْتَ جُذورَها * * * صَيَّرْتها حطباً منَ الأخشابِ
مِنْشارُ صمْتِكَ آكِلٌ من أضْلُعي * * * يبري العِظامَ بجييئّةٍ وذهابِ !!
ما عادَ بي عطشٌ إليكَ ولَهْفةٌ * * * لا أبغي قطْراً أنتَ فيهِ سَحَابي
هيهاتَ شعري يحتويكَ بقلبِهِ * * * يامَنْ دفنْتَ مَسَرَّتي وشبابي
ورميْتَ بالحرمانِ صَدْرَ حِكايتي * * * علَّقْتَ جُثَّتها على الأبوابِ
سُرَّ الوشاةُ و زَغْرَدَتْ أحقادُهم * * * ضربوا على وتَرٍ من الأعصابِ
إنَّ الحقائِقَ للمُريدِ جليّةٌ * * * فلْيقرأِ التاريخُ نورَ كِتابي
* * * * * ** * * *
والآنَ تقفِزُ فوقَ أجنحةِ الهوى ؟ ! * * * لِتزورَ قلْباً يابِسَ الأعشابِ !
شابَ الهوى وتغَضَّنتْ أطرافُهُ * * * وشكا إليَّ ذُبولَ زهرَ شبابي
سُجِنتْ عصافيرُ الغرامِ بِداخلي * * * فَتَحَرَّقتْ مِنْ حَرِّ نارِ عذابي !
صبَّرْتُها ، واسيْتُها ، فتسَاءَلَتْ : * * * نقضي الزمانَ بِحُرقةٍ وغيابِ ؟ !
يا قاتِلَ الكلِماتِ مَهْلاً إنّني * * * أجِدُ الدواءَ لِعِلَّتي بِخطابي
فارْحلْ بعيداً عن حياتي واقْتَرِبْ * * * كالماءِ يَحْيا في نَداهُ تُرابي
هيام
4 / 1 / 2008
[/B][/SIZE][/SIZE]