|
أرثيك حِبِّي بالأسى الهتانِ |
وبكاء قلب مضرم الأحزانِ |
وبدمع بث بالخفاء وجهرة |
سحته في نوح الجوى العينانِ |
وبشعر بحر للمواجع أججت |
ما فيه من بوح ومن أوزانِ |
أبكيك بدرا بالأفول تتبعت |
روحي أفولك يا حشا وجداني |
يا نبض قلبي يا حبيب جوانحي |
يا شوق عمري يا سنا أزماني |
قد كنت حقا يا (محمد) ركننا |
في كل شيء شامخ البنيانِ |
فينا كبيرا مستطابا وارفا |
فذا مهابا وارف البستانِ |
بحكيم قول مستنير ثاقب |
برجوح فكر متقن الرجحانِ |
نأتي إليك إذا الأمور تعسرت |
فنراك يسرا دافق التحنانِ |
ونرى لديك بشاشة وسماحة |
فاضت بخير واكف الفيضانِ |
ونراك والدنا بسمت شقيقنا |
(قد مات والدنا الحبيب الثاني) ! |
قد مات من كنا لديه بحضنه |
مهما كبرنا في أحن حنانِ |
يأتي ليسأل عن دقائق عيشنا |
ويعود بعد وشائج اطمئنانِ |
وبهاتف دوما يحدث إخوة |
لهم لديه معزَّةُ الولدانِ ! |
وينير أسرته الكبيرة ساطعا |
بوضاءة منبثة الإحسانِ |
يمضي وَصَولا محسنا متألقا |
بين الجميع بأجمل استيقانِ |
بدروب نفع كنت فينا جامعا |
تسعى بدأب شقيقنا المتفانِي |
تسخو .. تجود بكل بر غامر |
مسترسل بنقائك الإنساني |
لما توفي والدي زاد العنا |
فمسحت عنا دمعة الأشجانِ |
ورفعت رايته الجليلة عاليا |
بالعز تخفق أنضر الخفقانِ |
وتضمنا تحت اللواء برأفة |
ومحبة ورعاية وأمانِ |
وتضيء وجهتنا بأصفى واحة |
في دوحة معمورة الأفنانِ |
بفصاحة الأقوال تنطق منطقا |
حلوا بديعا متقن التبيانِ |
تدعو لدين الله جل جلاله |
بخطابة في جمعة بلسانِ |
عذب فصيح دافق بنفائس |
شتى من الآيات بالفرقانِ |
وبسنة الهادي البشير تلألأت |
بحديث طه المصطفى العدنانِ |
وبصلح ذات البين كنت موفقا |
في رأب صدع الأهل والإخوانِ |
إن جئت وَلَّى هاربا عن جمعهم |
كيد الْمَرِيد المجرم الشيطانِ |
ويحل بالناس الوئام بصلحهم |
من بَعد ذاك البُعد والهجرانِ |
كنسيم جو منعش بحياتنا |
يسري بلطف طيب السريانِ |
كربيع روض مثمر مُسْتَثْمَرٍ |
من كل قلب بالأطايب دانِ |
أنا لا أبالغ إن ذكرت محاسنا |
فيك استمرت درة بزمانِ |
قد عشته حتى أتاك قضاؤه |
سبحان ربي الواحد الديانِ |
يُحي يميت بقدرة ومشيئة |
جلت عن التمديد والنقصانِ |
آجالنا تأتي فلا رد لها |
أنرد أمر الواجد الرحمن ؟! |
نحن العباد الخاضعون لأمره |
في ذلنا للمنعم المنانِ |
من نطفة الأمشاج كنا مضغة |
حتى عمرنا أرضه بمكانِ |
فيه انطلقنا بالحياة بسعينا |
أطوار جسم بالمقابر فانِ |
والروح تبقى بالصعود لبارئ |
لما يحين قضاؤه الرباني |
فاجعل إلهي روحه بمكانة |
مثلى لديك برحمة الحنَّانِ |
وافسح له في القبر فسحة مُسْعَدٍ |
في روضة مخضرة الأغصانِ |
آنس إلهي برزخا لـ(محمد) |
بضياء أنس تلاوة القرآنِ |
وبشارة الفوز المبين المرتجى |
للعبد عبدك يا هدى الحيرانِ |
يا فرد يا قدوس يا رب الورى |
يا خالق الإنسان والأكوانِ |
إني دعوت بدمع عين هاطل |
ربي المهيمن واسع الغفرانِ |
فاغفر ذنوب (محمد) واجعل له |
فردوس خلدك مستطاب جنانِ |
زوجه حور العين يحظى بالهنا |
بقصور عدن واهبَ الرضوانِ |
وارحم أبي .. أمي .. أخي |
وجميع موتانا ببسط هاني |
وجميع موتى المسلمين على المدى |
يحظون منك بفضلك الهتانِ |
وارحم (عُبَيْدَك) إن أتاك محملا |
بالوزر والآثام والعصيانِ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما الصبر صاحب صادق الإيمانِ ! |