نوع الدم أو +O / قصة قصيرة
كعادتها عقب كل حادث تفجير أطلقت مساجد المدينة عبر مكبرات الصوت دعوتها للناس للتوجه الى المستشفى للتيرع بالدم ونوع الدم هذه المرة (+O), هرع الناس الطيبين من حملة هذا النوع ومعهم أبو محمد إلى المستشفى وحال وصولهم أضجعوا على أسرة وحدة التبرع بالدم وباشر القائمون هناك على إجراءات نقل الدم وأولها السؤال عن نوع الدم الذي يحملوه فكان جواب صاحبنا أبو محمد بالإيجاب (أو زائد). كان الرجل ممدد على السرير وأنبوبة نقل الدم مثبتة على زنده الأيسر وهو يضم أصابع يده إلى راحتها كما طلب منه المضمد لتسهيل سريان الدم في تلك اللحظات أغمض عينيه وراح يستذكر نداء مؤذن مسجدهم (أبو عبد) في حي المعلمين وصوته المألوف وهو يردد تلك العبارة المتعارف عليها... يا أهالي المدينة الكرام يوجد جرحى في المستشفى وبحاجة إلى دم نوع الدم (+o) ... استوقفه نوع الدم لان هذا النوع يسمى وبعرف الطب الدم الكريم وهذا الدم يحمله معظم أفراد عائلته حمد الله في قرارة نفسه أن وهبه مثل هذا النوع من الدم فتح عينيه على صوت ابن أخيه حاتم وهو يستنهضه بعد ان اكتمل نقل الدم ويقول:
ـــ الحمد لله عمي ...قدر الله ولطف... ولا يهمك إصابة محمدنا بسيطة