|
يا عيدُ قُلْ لي : أين صارَ أحبتي ؟ |
يا عيدُ قد يبِسَ السؤالُ على فمي |
ما زِلْتُ أسألُ عنهُمُ في خافقي |
وأجوبُ في كلِّ الخلايا ، في دمي |
وأهيمُ بحثاً عن وميض مسرّةٍ |
في لِمّةِ الليلِ البهيمِ المُظلمِ |
طالَ انتظاري في ربوعكَ سائلاً |
فابْدَأْ طُقوسَ الحبِّ فينا واخْتُمِ |
يا عيدُ رُدَّ الفلبَ بعدَ تغرُّبٍ |
يا عيدُ قد طالَ التغرُّبُ في دمي |
أينَ الأراجيحُ التي كنّا بها |
نرمي الهمومَ إلى حدودِ الأنجمِ ؟ |
بل أين دولاب الهوى ياصحبتي ؟ |
والكعكُ يَبْسِمُ ثغرُهُ للسُمْسُمِ ؟ |
يا عيدُ أينَ وسائدٌ في ظلِّها |
أخفتْ ثياباً حلوةً لم تُلثمِ ؟ |
أين النقودُ بكفِّ طفلٍ حالمٍ |
بالبشرِ يتلو ما لقى من مغنمِ ؟! ا |
العيدُ صلّى في الشآم فريضةً |
يا نفحةً في القلبِ : صلّي ، سلّمي |
ياحمص قلبي في هواكِ مُتيّمٌ |
رُدّي الحياةَ إلى فؤادِ مُتيّمِ |
يا غُصّةَ العيدِ التي أحيا بها |
حُلّي بِقلْبي ، واترُكي لي أعظمي |
والروحُ تخفقُ في هواها كلما |
شَرِبَ الندى زهرَ الهوى من مَبْسَم ِ |
يا فرحةَ العيدِ التي نشتاقُها |
هلَّا نزلتِ من الغيومِ بسُلّم ؟ ! |
ومسحتِ عن عينِ اليتيمِ مواجعاً |
وزرعتِ بسماتٍ بفلبِ اليُتَّمِ ؟ |
فالعيدُ رحماتٌ ووصلُ أحبّةٍ |
لن يرحمَ الرحمانُ من لم يرحمِ |
إن لم تزوري كوخَ طفلِ بائسِ |
يقتاتُ من قهرِ الحياة ِ ستأثمي |
يا ساحةَ العيدِ التي ضجّوا بها |
ياقاعةً للدرسِ دونَ معلِّمِ |
دوري عليهم ، واملأي أقداحهم |
من كان تنقُصُه السعادةُ تمّمي |
يا عيدُ قد ماتَ الفؤادُ بصمتهِ |
يا ليتَ هذا العيد كان مُكلّمي ! |
كنّا عزفنا للجراحِ قصائداً |
تهمي على شفةِ الجراحِ ببلسمِ |
يا عيدُ خذنا للأماني فرحةً |
نشتاقُ في حضنِ الأماني نرتمي |