أُمَّــــــــــــــــــــ ــتــــــــــــــــــــــ ي .
....
تَـحَـدَّرتِ الـدُّمـوعُ مِــنَ المَـحَـاجِـرْ
فدمعـةُ عـاشـقٍ فــي الـحُـبِّ عـاثـرْ
ودمــعــةُ مُعـجـبـيـن بــفــنِّ لـيـلــى
هــواةٍ للـمـعـازفِ فـــي الـمـواخـرْ
ودمــعــةُ ذلــــكِ الـمَـكـلـومِ يُـتــمَــاً
فـــلا يـلـقَـى الـمُـؤيِّـدَ والـمُـنـاصـرْ
وأمٍ تــفــقـــدُ الأبـــنــــاءَ ثــكـــلـــى
وتسـألُ عنهـمُ الغُصَـصَ الهَواجِـرْ
فشجـوُ نحيبهـا فـي الـصَّـدر غَـنَّـى
بلـحـنِ الـحُـزنِ تـعـزفـه الحـنـاجـرْ
فـأيـن دموعُـهـم مِــنْ دمـــعِ قـلـبـي
علـى تـلـك المشـاهـدِ والمنـاظـر ؟
بـــلاد الـعُــرْبِ مـزَّقـهـا صــــراعٌ
وبــاعَ حُصونَـهـا للـغـرب تـاجــرْ
ومَـرَّغَ مَجْدَهـا فـي الـحـربِ عـلـجٌ
ودنَّسَ طُهرَهـا فـي الأرض فاجـرْ
ففي الشّـرقِ العـراقُ يصيـحُ ظلمـاً
وقَـتْــلُ الـعَــدلِ تـعـرفُـهُ الـجـزائـرْ
وقــد أَلِـفَـتْ عـيــونُ الـقــدسِ قـيــداً
وطعـمُ الـمـوتِ فــي كــلِّ المعـابـر
وفــي يَـمـنِ السَّـعـادةِ كُـــلُّ حـــزنٍ
وتــرزحُ شامـنـا تـحـت المَـجـازرْ
وتونـسُ أرضُنـا الخضـراءُ ماتـت
وصـوتُ مـآذن الصّومـال قاصِـرْ
ومـصـرُ المـجـدُ لـمّـا ســـاد فـيـهـا
بـنـو مـوسـى تغـيّـظَ كــلُّ سـاحــرْ
وتـلـك الـجـيـدُ لاعـبـهـا الأعـــادي
فـأفـســدَ درَّةَ الأعــــرابِ عــاهــرْ
ومن بحـرِ الخليـجِ إلـى الصَّحـارِي
إلــى نَـهـر الـفُـراتِ إلــى العَـوامِـرْ
تـعـيــش بـغـيـبـة الّـلاهـيــن عــنــا
كــأن الأمــر فــي جــزرِ الـبَـرابِـرْ
فكم صاحت بهـم صرخـاتُ غـوثٍ
وهـم مـوتَـى الكـرامـةِ والمشـاعـرْ
فـحـسـرةُ أُمَّـتِــي مـــا عـــاد فـيـهـا
أمــيـــرٌ واحـــــدٌ بـالــعــدلِ آمـــــرْ
يسـوسُ جموعَهـا مــع كــلِّ عـيـب
ولاةُ الخَمرِ!! أصحابُ الضمائرْ!!
تعيـشُ شعوبُهـم فـي الفـقـر مـوتـى
وعـاشــوا فـــي الـمَـلـذَّة والمَـيـاثـرْ
ومَـــا عـــادَ المُـهـنَّـدُ مِـــن هُـداهــم
وخيـلُ الـعِـزِّ فــي الهيـجـاء عـاقـرْ
ومــا عــادت لـنـا الأوطــانُ مُلـكـاً
وأفــكــارُ الـمـنـاهـج و الـمَـحـابِــرْ
وحـبّـاتُ الشّـعـيـر و خـبــزُ قـمــحٍ
وخـيـراتُ الـمـزارع والمـعـاصـرْ
وإنــتــاجُ الـمـصـانــعِ والـمـبـانــي
وبـحــرُ الـنِّـفـط لــلأعــداءِ وافــــر
نغـنّـي موطـنـي فــي كـــل صـبــحٍ
كمن غنّى ( يعيـشُ ) علـى المقابـرْ
رفـعـنـا فـوقـنــا رايــــاتِ خــــزيٍ
وصـار الدّيـنُ فـي وطنـي يـحـاذِر
يكـبّـل أهـلُـه فـــي الـسّـجـنِ ظُـلـمـاً
ويُـعــدمُ للشّـريـعـةِ مـــن يُـنـاصـرْ
فـأيـنَـكِ دولـــةَ الـصِّـديـقِ عــنَّــا ؟
وأينَ الحربُ تخـرسُ كـل غَـادِرْ ؟
وأيـنـكِ دولــةَ الـفــاروقِ عـــدلاً ؟
خـزائـنُ جـودِهــا بـالـمـالِ زَاخِـــرْ
وعـثــمــانُ الـــــذي أردَوهُ مَـيْــتَــاً
وكــان لـردعـهـم بالـجـيـش قـــادرْ
فـآثــرَ مـوتَــهُ مِــــنْ دُونِ حَــــربٍ
وجـنّــبَ شـعـبَـهُ كــــلّ الـخَـسـائِـر
وفي عصري يصيرُ الشَّعبُ كبشاً
وقـصـرُ سُـمــوِّهِ بالـخِـيـرِ عَـامِــرْ
فيفنـى الشّعـبُ كُـلُّ الشّـعـبِ يفـنـى
وتاجُ العرش في الكرسيِّ حاضـرْ
فـمــن ألــــمٍ سـألـتــك يــــا إلــهــي
وفِـي الأسحـارِ فـي دمـعِ الهَواجـرْ
بــأنْ تُـعـلِـي الـدُعــاةَ الـحَــقَّ فـيـنـا
وأن تَـعـلُــو الـمَـسـاجـدُ والـمَـنَـابِـرْ
فتحـكـمُ شِـرعَــةُ المُـخـتـارِ عـــدلاً
وتـقـهــرُ كــارهــاً لـلـحــقِّ كــافــرْ
وتـنــزعُ حـقـنـا مـــن بـعــد ظــلــمٍ
وتــثـــأرُ لـلـيـتـامــى والــحــرائــرْ
فـتَـرجــعُ أمــتــي لـلــدِّيــنِ عـــــزّاً
ويرجـعُ نجمُهـا فـي الكـونِ ظاهـرْ