|
"نموت لكي يحيا الوطن" |
دَكُّ الخُضَـيْرةِ يَا أََبَازَيْدٍ حَسَــنْ |
يَجْرِي فَيُفْعِمُ بِالحَيَـاةِ عُـرُوقَـهُ |
وَيُزِيلُ عَنْ أَوْصَـالِهِ ذَاكَ الوَهَـنْ |
يَا مَنْ زَرَعْتَ العِزَّ فِي جَنَبَـاتِـهِ |
وَسَـقَيْتَهُ بِالحُـبِّ مِنْ ذَاكَ اللـبَنْ |
نَادَاكَ صَوْتُ الحَقِّ يَاحَامِي الحَمَى |
فَأَجَـبْتَهُ وَبَذَلْتَ مِنْ دَمِـكَ الثَّمَنْ |
وَقَدِمْتَ نَحْوَ المَوْتِ مُنْتَظِمَ الخُطَى |
وَجَعَلْتَ أَحْزِمَةَ الفِـدَاءِ هِيَ الكَفَنْ |
دَقَّتْ خُطَاكَ عَلَى الأَدْيمِ فَفُزِّعَتْ |
تِلْكَ القُرُودُ وَفَارَقَ الجَفْنَ الوَسَـنْ |
زَلْزَلْتَ أَفْـئِدَةَ العُـدَاةِ بِصَيْحَـةٍ |
وَصَـدىً يَهُزُّ دَوِّيُّهُ أَعْتَى القُـنَنْ |
انْسِفْ أُخَيَّ الكـُفْرَ وَاذْرُ هَشِـيمَهُ |
وَاجْذُذْ بِسَيْفِ العِزِّ خَضْرَاءَ الدِّمَنْ |
وَاكْبَحْ جِمَـاحَ البَغْيِ إِنَّ العَيْرَ لا |
يُثْنِيهِ عَنْ نَهْجِ الفَسَادِ سِوَى الرَّسَنْ |
دَمِّرْ صُرُوحَ الظُّلْمِ ، زَلْزِلْ حِصْنَهُ |
وَاسْـحَقْ بِنَعْلِكَ يَافَتَى رَأْسَ الوَثَنْ |
اضْرِبْ فَمِنْ كَـفَّيْكَ يَنْهَمِرُ اللَّظَى |
وَبِعَزْمِكَ الجَـمْرُ المُسَوَّمُ قَدْ هَتَنْ |
يَشْوِي وُجُوهَ بَنِي النَّضِيرِ جَحِيمُهُ |
وَيُثِيرُ إِعْصَـارَ الجِهَـادِ إِذَا سَكَنْ |
للـهِ دَرُّكَ يَاحَـبِـيبَ مُحَـمَّـدٍ |
مِنْ مُسْـلِمٍ عَشِـقَ الفِدَاءَ وَلَمْ يَهُنْ |
أَثْلَجْـتَ أَفْـئِدَةَ الأُبَـاةِ حَـبِيبَنَـا |
وَشَفَيْتَ مَا يَجِدُ الأَحِبَّةُ مِنْ ضَغَنْ |
يَا بْنَ الجِهَادِ بِكَ انْتَشَتْ أَزْهَارُنَـا |
وَبِعَزْفِكَ المَحْبُوبِ قَدْ غَنَّى الوَطَنْ |
إِنِّـي رَأَيْتُكَ فِي الجِـنَانِ مُنَعَّمـًا |
بِالخُلْدِ لاخَـوْفٌ عَلَيْكَ وَلاَحَـزَنْ |
يَلْقَـاكَ خَيْرُ الخَلْقِ فِي أَصْحَـابِهِ |
وَالسَّابِقُونَ أُولُو النُّهَى، أَهْلُ الفِطَنْ |
فَـرِحَ الأُبَـاةُ بِمَا فَعَلْتَ وَكَـبَّرُوا |
وَاسْتَبْشَرُوا لَمَّا رَأَوْا وَجْهَ الحَسَنْ |
وَالمُرْجِـفُونَ الخَانِعُـونَ تَذَمَّرُوا |
وَبِغَـدْرِهِمْ قَلَبُوا لَنَا ظَهْرَ الِمجَـنْ |
زَعَمُوا التَّذَلُّلَ للعُـدَاةِ سِـيَاسَـةً |
وَالسَّيْرَ فِي رَكْبِ القُرُودِ مِنَ السُّنَنْ |
وَتَشَبَّثُوا بِعُرَى اليَهُودِ وَصَالَحُـوا |
زُمَرَ البُغَـاةِ المُجْرِمِينَ عَلَى دَخَنْ |
لاتَعْجَـبُـوا مِمَّنْ أَقَـامَ بِعَـقْلِـهِ |
وَأَنَاخَ فِي إِصْطَبْلِـهِ عَـيْرُالأَفَـنْ |
مَنْ يَتَّخِـذْ ظَهْرَ الهَـوَانِ مَطِيَّـةً |
وَيَلِجْ سَـرَادِيبَ العِدَا طَمَعًا يَهُـنْ |
وَمَنِ اعْتَلَى ظَهْرَ المَخَاطِرِ عِـزَّةً |
خَـرَّتْ لِعِزَّتِهِ الجَبَـابِرُ وَالقُـنَنْ |
والنَّحْلُ يَطْـلُبُ مَا يَلَذُّ رَحِـيقُـهُ |
أََمَّا الذُّبَابُ فَيَسْـتَرِيحُ عَلَى العَفَنْ |
صَـبْرًا فِلَسْـطِينُ الحَـبِيبَةُ إِنَّنَـا |
سَـنُعِيدُ مَجْدَكِ أُمَّنَا رَغْـمَ المِحَنْ |
إِنَّا جُـنُودُكِ إِنْ دَهَـتْكِ مُـلِمَّـةٌ |
إِنْ لَمْ نَقُمْ بِالْعِـبْءِ نَحْنُ فَمَنْ إِذَنْ |
سَـتَعُودُ رَايَـاتُ الهُدَى خَفَّاقَـةً |
فَوْقَ الحِمَى قَسَمًا وَإِنْ طَالَ الزَّمَنْ |
سـَيَظَلُّ حُـبُّكِ فِي جَـوَانِحِنَا دَمًا |
أُمَّـاهُ يُحْيِي الرُّوحَ مِنَّـا وَالبَـدَنْ |
إِنَّـا لأَجْـلِ اللَّـهِ نَقْتَحِـمُ الرَّدَى |
وَنَمُوتُ أَحْرَارًا لِكَيْ يَحْيـَا الوَطَنْ |