.. سألها عن عدم زواجها ، ارتبكت وعضت على شفتها السفلى ..ارتطمت بالسؤال .. سقطت في هاوية نفسها .. خالت نفسها أنها تصغي لأنين موتى ، يقـــرأون خلسة تراتــيل من تحت كراسي المقهى .. ارتشفت جرعة ماء ، تركتها مدة في فمها ، ابتلعتها دفعة واحدة ، أحست بدفء يتسلل في حلقها .. عاود السؤال :
ــ دعيني أخمن.. لوحة حياتك غير متناسقة الألوان ، بل سراديب تتلوى على أسرار .. لم تتزوجي لأنك عـنيدة ومغرورة ، بل معقدة ..
ابتسمت تداري الموقف .. الزواج ..؟ لقد عشت وحيدة في هذه الدنيا ، أبي اختفى بعدما طلق أمي ، وأمي اختطفها رجل وتزوج بها ، كان لا ينظر إليها .. في كل مساء ، نظراته تحرقني .. تخرق جسمي ، فكان خجلي يسبق سرعة خوفي ..
لوى رأسه ، نقر الطاولة بأصابعه .. وهي تحدق إليه ، تراقب شفتيه .. أحست أن كلامها تعاويذ منتزعة من ماض أسود .. نظر هنا وهناك ، هم بالوقوف وصوته يسبق النظرات وقال :
ــ ضجيج كلماتك أوحش المكان ، مالي وصقيع البؤس والحرمان ، نهشت سعادتي ... قومي واتركي المكان لغيرك .. هذه سلوى قد هلت ..
هاي ..؟ تعالي يا حبيبتي ...!