شُواظٌ مِن غَضَب ..
يا أيها العَرَبْ
دهرٌ مضى ..
ولم يزلْ فِرعَونُكمْ مُؤلَّهَاً
ولم يزلْ أبو لهبْ ..
يُضِلُّكمْ عن الهدى
يقودُكمْ إلى الرَّدى
يَزُمُّكمْ بِكِسرَةٍ
ويحتسي الدِّمَاءْ ..
فِرعونُكمْ بِذُلِّهِ
يُرضي بكمْ أسيادَهُ
حِرصاً على اللقَبْ ..
لا تسألوا عنِ اسمِهِ !!!
في كُلِّ قُطرٍ يرتدي وجهاً
ولا عَجَبْ ..
يا أيها العَرَبْ
تَعَوَّذوا مِن موتِكمْ ..
وحرِّروا حياتَكمْ ..
قولوا بأعلى صوتِكمْ:
(تَبَّتْ يَدا أبي لهبْ) ..
تَبَّتْ يَدُ الأسيادِ
والكهانِ والعَبِيدْ ..
تَبَّاً لهمْ؛
لم يُثنِهِمْ عن حربِكمْ
تَسبِيحُكمْ بحمدِهم
- دهراً -
وتقبيلُ الرُّكَبْ ..
لم يُغنِهِمْ عن ذبحِكمْ
نِفطُ الحقولِ
والذهَبْ ..
تَبَّاً لكلِّ خائنٍ
تَبَّتْ يَدُ الحكَّامِ
والجيوشِ
والأحزابِ
والنُّخَبْ ..
تَبَّتْ أيادي الفرسِ والرومانِ في صفوفِكمْ،
في بَرِّكمْ،
في بحرِكمْ،
في جوِّكمْ
تَبَّاً لهم وتَبّ ..
دهراً وكلُّ نَكبَةٍ
كانوا لها سَبَبْ ..
لم يَحمِكمْ إذعانُكمْ
مِن شَرِّ كلِّ غاصبٍ
أو ناهبٍ وما نَهَبْ ..
تَبَّاً لكلِّ نعجةٍ
أمسَتْ لأجلِ حرقِكمْ
حمَّالةَ الحطبْ ..
فلتَهتِفوا بِعِزَّةٍ
تَبَّاً لأشباهِ العَرَبْ ..
تَبَّاً لكلِّ خانعٍ لم ينتصرْ لوَعيهِ،
لم ينتصرْ لحقِّهِ،
لم ينتصرْ لشعبِهِ؛
لِذُلِّهِ استَحَبْ ..
صُبُّوا على رؤوسِهِمْ
جمراً .. شُواظاً مِن غَضَبْ ..
يا قادَةَ العَرَبْ ..
تَبَّاً لكمْ يا قادَةَ العَرَبْ
أضعتُمُ الإنسانَ والتاريخَ
والكتابَ والترابْ ..
أغرقتُمُ الأوطانَ بالدماءِ
والدموعِ
والخُطَبْ
سُحقَاً لكمْ ..
فلتَرحَلوا يا قادَةَ الخرابْ
لن تحكموا شعوبَنا
بالنَّارِ والحديدْ ..
لن تقتلوا أحلامَنا
أو تُسكِتوا النشيدْ ..
لن تُرهِبوا بنارِكمْ
حُرَّاً سوى العبيدْ ..
يا قادَةَ الخرابْ ..
لن يُغلَقَ الحسابْ ..
الآنَ أو غداً سترحلونْ ..
وفي وحولِ عارِكمْ ستَغرقونْ ..
وفي جحيمِ نارِكمْ ستَصطلونْ ..
كما اصطلى بِحُمقِهِ
"أبو لَهَبْ"
يا أيها العَرَبْ
غداً غداً سنستعيدُ مجدَنا التليدْ ..
بنهجِنا السديدْ ..
ونَخوَةِ الشهيدْ ..
وهِمَّةِ (الرشيدْ) ..
وتستعيدُ دورَها
حضارةُ العَرَبْ .
***
ياسين عبدالعزيز