وله سماوي
--------------
شعر : ميداني بن عمر
--------------
أهيـلـوا علـيّ الـماء ، قـلبـي ضـريـمها
و لُفُّــوا بـحـالي الـغـيب إنـي رقـيـمها
تـحـجَّرتِ الأكـوان فـي بُـؤْبُــئـي رؤى
وخـرّتْ سَـوَاري الـعرش ...فاضـتْ سُدومها
و بـانـتْ بأهـدابـي عـلـى ضـوء دمعـة
تَـطـيـح لـهـا الأفـلاك وهـي تُـقيـمها
تُراقِـصُـهـا الـنـيـران مـن فوق لـيلنـا
فـتـسـهر فـي روحي شـموعٌ تـسـومها
تـقـفـيت وشـم الـضوء من جـيـد برقها
لـخلـخالها الـجمريّ ...نـبضـي صَريـمها
فـقـلـت أَحُـتُّ العـمـرَ تِـبْـرًا بـرأسها
لِتـصْـلىَ جحـيـمَ الـشـوق فـيّ جُرومها
وأُضْرم فـي ثـغـري الـمُـصـهَّد ثـغرَهـا
عـلى سـاحل الـرُمَّـان ...دمّـي كرومـها
رشفـنا فـفاض الـسـر من تـحت جـفنها
وفـارت بـأعـلى الكأس فـوقـي نـجومها
تـكـوْثر طيـنـي حول ساطِـع نـحرهـا
فخـافت عـلـى عيـني ... و عيني تَـرُومها
وأطفأ كفــي شــعـشـعـان ذراعهـا
لـتـركض فـي صـدع الـسمـاء غيومها
أفقـت وراء الـنـبع ...عـيري تَـسـنَّهتْ
ونايـي بـبـاب الريـح بُـحَّتْ همـومـها
رشَـشْتُ حليب الشمـس فـي غيب خطوها
لتـبـزغ فـي موتـي ... و عمـري يلومها
ولكـنهـا تـنأى و يـنـأى بـنا الـمـدى
ومـن عاصف الـنـايات يـزْورُّ رِيـمُـهـا
أطلّـي خيـام الله مـن فـرجـة الـسُّـرى
فلـي بـيـنكم شـهلاءُ ، أُنْـسِـي فطـيمُها
أنـا الـصـاديُ الـكـونـيُّ تذرو أرومتـي
عجائـج فـقْـدٍ عـوهـتـنـي سَمـومهـا
بـصدري سـوافي الـجوع ...جَـبّانة الـكرى
وبـالريـح مـا بـي ، غـيـر أني سـقـيمها
قَـدَحْتُ بـعظمي الـنار فـي صـخرة الصدى
لـتُضـرم كـبريـتَ الـقـلـوب رسـومُهـا
أدور عـلـى قـبـرٍ بـكانـون غـيـبـتـي
فـتـسْـخَفُ دنـيا الـناس ، يـنعـقُ بـومها
أدور و عـيـنـي فـي شهــاب فـلــم أرَ
رحـى الـحـشر دارتْ واسـتدار حُـسـومها
فـيـا دَربـيَ الـفِـضيَّ يـا رحلتي الـقصوى
ويـا وجـهـيَ الـرعـديَّ :لاحتْ حـزومـها
و مـن مـلـكوت الـفـيض حـتـى أصابـعي
حَبَـاحِـبُ أفراحـي تـهـادى سـديـمـهـا
إلـهـي علـيَّ الـهـجـر إن لان لـي فـــم
عـلـى فـمـهـا الـقُـبْـلي ِّ راحي يُـديـمها
علـيَّ سـنـين الـتـيه لـو رَمْــشُ حـاجـبي
سـهـا عـن مـرايـاهـا وغارت وُشُـومـهـا
فـشـكرا لـمـوتي فــي الـطـواسين ظـاعنا
لِــسُـلَّـمِ بـرقــي إذ بـدا لـي حَـطـيمها
لأحـزانــيَ الـعـمْـيـا ... لأقـدم جـمـرةٍ
علـى هُـدْبِـيَ الـمُـدْمَـى يـنـزُّ سُـهـومها
و شـكـرا لـعـيـن الله تـرعـى مـدامـعـي
إلـى مـجـمـع الـبـحرين فاضـت هُـيـومُها
مـحوتُ مُحــيَّـايَ الـمَـحـيـقَ بِـحـيِّـها
فـمـتُّ ، وقــد أفـضـى بـمِـسكي نـسيمها
شعر : ميداني بن عمر - الوادي - الجزائر