أهلاً بالأخت والأديبة الأريبة فاتن دراوشة.
الشاعر والمسرحي يجسدان حالة إنسانية وجدانية , تقوم على المشهد والصورة والإيحاء , بدرجات متفاوته .
يمكن للشاعر أن يكون كاتب مسرحية , إذا زاوج بين القافية السلسة والحدث بحركته وضوءه وتسلسله , كما يمكن للمسرحي أن يكون شاعراً , إذا أولى الجزالة والتركيز والبيان والقافية والوزن في نصه.
أهم الميزات التي تجمع بين العالمين , برأيي المتواضع , هو الرسالة الإنسانية والهدف والمحمول .
بالنسبة لسؤالك الثاني , ومرحلة الطفولة:
تفتحت مداركي , على ثرى مدينة حمص الأبية , بحكم عمل والدي هناك , وقد التحقت وأنا ابن العائلة المسلمة المتدينة , للدراسة في كنيسة أرثوذكسية , حيث كان مستوى التعليم لديهم , في غاية الروعة والمهارة, ولدي الكثير من الذكريات الجميلة , وهم أول من لفت نظر والدي , إلى إمكانيات هذا الطفل الذكي , وموهبته, ثم وعند انتقالنا إلى مدينة دمشق , تابعت دراساتي , في أفضل مدارسها , وكنت ولله الحمد متفوقاً جداً , لكن الأهل استغربوا , أنني أخصص غالبية مصروفي لشراء الكتب والقصص, ودواووين الشعر , كنت أذهب إلى حي الفردوس الدمشقي , لأشتري كتيبات دار الهلال المصرية القديمة , وأتجول ما بين عمالقة الصحافة و معارك المازني والعقاد الأدبية ,وروايات محمد عبد الحليم عبد الله, و....
شكل هذا هاجساً وقلقاً عند الأهل , حيث أن رغبتهم الأساسية تكمن في أن يكون هذا اليافع طبيباً ماهراً بحكم تفوقه , وأن لا يتجه إلى الأدب والشعر , الذي لا يطعم خبزاً برأيهم.
هذه علة مجتمعاتنا العربية المحافظة, لا توجه الطفل إلى ما يريد أن تبدعه يداه , وإنما إلى ماهو رائج ومضمون اجتماعياً ومادياً , كما يتصورون.
آسف أن أطلت عليكم , وعسى أن أكون قد أجبت عن أسئلتكم الرائعة.
لكم كل شكر وتقدير على بهاء المرور.