يا لَظَى الحُزنِ فِي فناءِ القبورِ
أطبقَ الحَالُ لَحدَهُ فأنِيرِي
فَعَلَى الفِكرِ ذِكرَيَاتٌ مِن الأَمسِ
تبثُّ الشجونَ للتذكيرِ
في أصيلٍ جنائزيِّ المراسيمِ
يزجُّ النعوشَ فوقَ الشعورِ
وعلى الخدِّ دمعةٌ ترهفُ السمعَ
لوخزِ النوى وموتِ العطورِ
والسرابُ الحِسِّيُّ يومضُ للنفسِ
وَيَرمِي بالحَوْرِ سربَ الثبورِ
ووراء السطورِ راحتْ حروفٌ
يتلهَّى إطراقُها بالزهورِ
وهي من بؤسها تُناسِلُ بالآلامِ
ولَّادةَ العنا كالعصورِ
كانَ عندي المراحُ يسكبُ للأرواحِ
تسنيمَ عطرها كالبكورِ
يرشفونَ منِّي المَسرَّةَ إطراباً ورقصاً
مزاجهُ من عبيرِ
رُغمَ الحزنِ في مريجٍ من البهجةِ
طافَ الورى بموكبِ حورِ
والسما تترع الكؤوسَ من الصفو
ويختالُ رقصها بالبدورِ
والبكا يُشْعلُ التباكمَ في الصمتِ
ويطفيهِ في نشيجِ الصدورِ
كُنتُ مَن تَرْقُصُ الأهِلَّةُ بِالإشعاعِ
من حسنِ وجهيَ المستنيرِ
أتحدَّى العيونَ بالفتنةِ النعسا
وَأُبْرِي بالسحرِ عقمَ السرورِ
وأُجيمُ النَعيمَ مِنْ نَظرَتِي الوَسنَى
أَصُبُّ الرِّضْوَانَ في كأسِ نورِ
فأسفرتْ كالعماءِ في في بهجةِ النورِ
سنونٌ عربدتْ بروضٍ نضيرِ
مثلَ أنفاسِ منْ تلعثمَ بالحبِّ
وأوغلَ في صمتةِ الديجورِ
والنشيجُ المخنوقُ يركعُ في الصدرِ
ويهوي بسجدةٍ للشفيرِ
مُهْجَتِي فِي الضلُوعِ تَيبَسُ بِالشَهقةِ
تروي يباسها بالزفيرِ
تتلوَّى من الذي في حَوَاشِيَّ
وَتُلقِي بِهَا اللظَى فِي سَعِيرِ
وَذِرَاعُ الرُؤى تُوَسِّدُهَا السُّهدُ
وَتَلهُو بِنَبضِهَا الموتورِ
وَشُحُوبُ الجَمَالِ مِنِّي يُنَادِيكَ
فَتَرنُو مُحَملِقاً فِي الستُورِ
لا تَرَى غَيرَ عَبرةٍ تَجرَحُ العينَ
وتمثالُ روحِهاَ المقبورِ
تَتَلهَّى بِهَا فَتَلهَثُ مُلتَاعَاً
وَتَجثُو مُكبَّلَ التفكيرِ
23-9-2013م