مستحيل مستحيل...
كانت هذه وَصْفَته السّحرية التي تَشحذ هِمّته و تُجدد عزيمته في رحلته الشّاقة للبحث عن دراهم معدوداتٍ تَسدُّ حاجته ويقتني بها من القوت بعض ما يُسْكِنُ جُوع عِياله.
كان يَبتلع الوصفة كلّما وَهَن أو اعتلجته صُروف الدهر و الرَّزايا، فيخرج دائما منتصرا يَحمل في يديه رأس التِّنِينِ المقطوع. تَرَسَّختْ لديه قناعة أنّ المستحيل ممكن !
أَقْدَمَ شَهْرُ ذي الحجة يَزُفَّ بشائر العيد. اشتدّت حاجة الزوجة لِلِباس الفرح و ألحّ الأطفال في طلب كبش أملح أقرن يَسرُّ الناظرين.
خرج إلى السوق واثقا من نفسه مُتَقَّلدا وصفته السحرية التي لا تفارقه، راح يسأل: كم ثمن هذا الكبش ؟
جاب السوق طولا و عرضا، ثم خرج يردّد: مستحيل مستحيل...