آلامُ البِعاد
------------
قَدْ أَراقَ الفَجْرُ نَزْفي
تَحْتَ أَنَّاتِ السُّهادِ
وَأَعْلَنَتْ العَزْفَ أَحْزاني
وَلَـجَأَتْ لِلْحِيادِ
كُنْتَ مِنِّي شَمْسَ عِشْقي
كُنْتَ لي خَيْرَ العِبادِ
لَفَظْتَني في حَرِّ وَهْجي
فَمَنْ يُطْفِئُ لي
نارَ الاِنْقِيادِ
قَدْ سالَتْ دُموعي أَنْهارًا
اِنْتَظَرْتُكَ وَطالَ صَبْري
وَأَخْلَفْتَ الـميعادَ
إِنْ عَزَمْتَ عَلى الرَّحيلِ
فَاهْجُرْ وَارْحَلْ
لَنْ أَسْتَعْطِفَ
لَنْ أَرْكَعَ
لَنْ أُوَلْوِلَ
نادَيْتُكَ
ناجَيْتُكَ.... أَتَيْتُكَ
فَأَغْلَقْتَ بِوَجْهي
كُلَّ الأَبْوابِ
سَأَبْكيكَ بِصَمْتٍ
وَسَأَحْفُرُ كَلِماتِكَ
عَلى حَنايا قَلْبي
أَتَذَكَّرُكَ
مَهْما طالَ البِعادُ
قَدَري أَنِّـي عَشِقْتُكَ
عَشِقْتُ وَطَنَكَ
حَتَّى أَعيشَكَ
قَرَأْتُ حاضَرَ وَماضي
عَشيرَتِكَ وَكُلِّ الأَجْدادِ
بَنَيْتُ أَحْلامًا
حَلَّقْتُ مَعَ النَّوارِسِ
وَتَـمَنَّيْتُ بِساطَ الرِّيحِ
لِآتيكَ تُصاحِبُني الفَراشاتُ
وَقَبْلَ وُصولي ....
أَثَرْتُ عَواصِفَ الغَضَبِ
وَهَيَّجْتُ بِحارَ الـمَشاعِرِ
وَكانَ إِعْصارُ الإِحْساسِ مُدَمِّرًا
جَرَفَني إِلى القاعِ
فَتَسَمَّرْتُ كَجُلْمودِ صَخْرٍ
مِنْ جَمادٍ