|
مهوى القلوب |
أيا شامُ إنك مهــوى القلـــوب |
وحبّكِ في القلبِ يأبى النضوب |
وكم في نضاركِ من مفتَتَن |
شموخُك يعلو شموخَ السحاب |
وفيكِ الجمالُ غفا واطمأن |
عرينُ الحضارةِ مهدُ الإبـــاء |
وحضنُ الكرامةِ لا تمتهـن |
بشعبٍ أبيّ كريـــم الخصــال |
يطـــالُ العلاءَ بعلــمٍ وفن |
فلا ذاتَ ليلٍ أطالَ الرقـــــاد |
ولا ذاتَ يومٍ لظلمٍ ركـــن |
إذا الليلُ أرخى سدولَ السواد |
وهدّتْ خُطانا صنوفُ المحن |
وباتَ الخسيسُ يسودُ العباد |
وهلْ كان للذئبِ أن يؤتمن |
وهل كانَ للطيبِ رَوْحٌ يفوح |
وقد غالبَتهُ ريـــاحُ النتــن |
كلابٌ وزوراً تسمّى أسود |
شراذمُ فينا كبعضِ الدَخَن |
شياطينُ تخفي سوادَ القلوب |
فقبَّحها اللهُ تلــكَ السِّحَـــن |
نَعُبُّ المرارةَ ملءَ الكؤوس |
وأزرتْ بنا حادثاتُ الزمن |
غرستم غراساً خبيثَ العطاء |
سقيتم بذورَ الأذى والإِحَن |
بُلينا بحربٍ عبوسٍ ضروس |
كَلَيْـــلٍ بهيـــمٍ لدينـــا وَتَـــن |
تداعت علينا كلابُ المجوس |
وللغربِ صرنا كما المرتهن |
تداعَوا ليُبقوا دعيٍ حقير |
يذيقُ الخلائقَ مرَّ الضَّغن |
هصورٌ جسورٌ أمامَ الشعوب |
عصيٌّ على محدثاتِ الفتن |
ذليــلٌ مَهينٌ أمامَ العـداة |
كجرذٍ حقيرٍ بجحــرٍ سكـن |
ألا من مغيثٍ لتلكَ الأقـــاح |
ذوت واعتَلَتْهـــا بقايا دِمَن |
ألا من يضمد فينا الجـــراح |
وينهي عقود الأسى والشجن |
ومن للحرائرِ إذ تستغيـــــث |
ومن للجراحاتِ تهمي دماً |
ومن للنوائبِ غيـــر الرجال |
أبتْ أن تــذلَّ وأن تستكـــن |
أرى الفجرَ يزجي بقايا الظلام |
ويودي بليلٍ طويـــــلٍ دَجَـــن |
سيمضي الذليلُ بدربِ الهلاك |
ويُبلى قريبــاً بدفـــــعِ الثمــن |