هذه أوّل محاولة شعرية لي و قد تمّت تحت إشراف الشاعر الكبير و الأستاذ القدير أحمد رامي، و نحن نعرض اليوم عَمَلنا المشترك هذا أمام أنظار السادة و الإخوة الشعراء و الأدباء قصد إغناء هذه التجربة بملاحظاتكم و توجيهاتكم القيّمة فأنا إلى نقدكم أحوج. كما لا يفوتني أن أنوّه بمجهودات و تضحيات أخي الكريم و الفاضل أحمد رامي في سبيل الرقي بالشعر العربي و الذود عنه بما يخدم اللغة و الهوية الإسلامية، فله منّا أزكى السلام و أطيب التحيات.
مَا بَالُ عَيْنِكَ تَشْكِي حُمْرَةَ الرَّمَدِ ؟ *** دَاءٌ بِعَيْنِكَ أَمْ تَبْكِي مِنَ الْغَلَبِ ؟
مَالِي أُغَالِبُ شَوْقاً لاَ شِفاءَ لَهُ *** إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ الْمَحْبُوبِ أَوْ سَبَبِ
اَلْوَجْدُ يَقْضِمُنِي وَ السُّهْدُ يَخْضِمُنِي *** حَتَّى أَنَا حَرَضٌ مِنْ شِدَّةِ الْكُرَبِ
تَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ دَائِي وَ فَاقِرَةٍ *** أَفْنَتْ فُؤَادِي وَ أَجْتَثْنِي عَلَى الرُّكَبِ
إِمَّا الْمَنِيَّةُ أَوْ أّحْظَى بِصُحْبَتِهَا *** وَا حَرَّ قَلْبِي إِذَا أَخْفَقْتُ فِي الطَّلَبِ
كَأَنَّهَا قَمَرٌ مِنْ بُعْدِ نَاشِبِهِ *** إِذَا رَمَيْتَ بِسَهْمٍ طَاشَ لَمْ يُصِبِ
تُبْدِي قَـبُولاً وَ تُبْقِي بَينَنَا جَبَلاً *** حَتَّى تَلَبَّسَ عِنْدِي الصِّدْقُ بِالْكَذِبِ
أَبْلَيْتِ جِسْمِي وَعَقْلي، فَاتّقِي كَلَبِي *** دَاوِي قَذَى العَيْنِ، أَنْتِ الْبَلْسَمُ اقْتَرِبِي
كُونِي الرَّجَاءَ لِقَلْبٍ شَفَّهُ دَنَفٌ *** قَدْ كَانَ فِي مَا مَضَى قَلْباً مِنَ الْيَلَبِ
وَدِدْتُ لَوْ أَنَّنِي دَهْراً أُرَافِقُهَا *** أَسُوسُهَا بِالرِّضَى فِي الْحِلْمِ وَ الْغَضَبِ
لَا تَحْسَبِي الْحُبَّ لَهْواً تَلْعَبِينَ بِهِ *** فَكَمْ مِنَ الْعَاشِقِينَ احْتَمَّ مِنْ لَعِبِ
وَ كَمْ تَجَرَّعَ نَارَ الْعِشْقِ، فِي عَبَثٍ *** مِنْ بَعْدِ عَافِيَةٍ، وَيْلِي وَ يَا عَجَبِي
يَا جَارَةً شُغِفَتْ نَفْسِي بِهَا سَرَفاً *** بِحُسْنِ خِلْقَتِها وَ الْغُنْجِ وَ الأَدَبِ
الدِّينُ دَيدَنُهَا وَ الْعِلْمُ غَايَتُهَا *** وَ الْمَجْدُ يَغْمُرُهَا، سَرَّارَةُ النَّسَبِ
فَرْزَانَةٌ حُرَّةٌ، خَوْدٌ مُنَعَّمَةٌ *** خَرِيدَةٌ فُنُقٌ تَخْتَالُ مِنْ طَرَبِ
شَمْسٌ، إِذَا طَلَعَتْ دَانَتْ لِرُؤْيَتِهَا *** كُلُّ الكَوَاعِبِ مِنْ عُجْمٍ وَ مِنْ عَرَبِ
كَالبَدْرِ فِي سِحْرِهَا، تَشْفِي بِبَهْجَتِهَا *** وَيْحِي إِذَا مَا تَوَارَتْ ثَمَّ بِالحُجُبِ