|
بعض التشبـه لا تَهنـي بـه النعـمُ |
حتـى يـجلله التبريـحُ و الألــمُ |
بعضُ التشبـه يسعـى فيـه طالبـهُ |
و جاء من ربك التشريـف و الكـرمُ |
بعروة بن الزبيـر الحبـر، لا قـدَمٌ |
فـي الدهـر تشبهـه إلا لهـا قـدَمُ |
إلا العزيـزَ أبـا إسحـاق، تـمّ لـه |
في الأمر - وا عجبا - بلواه و العَلمُ! |
نحّ المضاضة مـن هـمّ ينازعنـي |
إن الأمـور لمـن أهـلٌ لهـا غُنُـمُ |
و قل كما سار في الماضيـن تهنئـةً |
إلـى الخليفـة بالأشعـار ملتـزِمُ: |
"المجدُ عوفيَ إذ عوفيـتَ و الكـرمُ |
و زال عنـك إلـى أعدائـك الألــمُ |
صحّت بصحتك الغارات و ابتهجـتْ |
بها المكارم و انهلـت بهـا الديَـم" |
مـن للمنابـر قـد فارقتَهـا كرَهـا؟ |
من للخطوب إذا ما الخطبُ يحتـدمُ؟ |
هل مخبـرٍ جُـدُرَ المحـراب باكيـةً |
أن الإمـام دنـا يأتـي فتبتـسـمُ؟ |
يكفيك عرشك فـي قلـب الأنـام إذا |
أطرى عظيـمَ أُنـاسٍ مُطنِـبٌ يهِـمُ |
نبكيك حُبّاً، و يبكون الـورى كبَـدا |
ممـا يجشّـم قـربٌ جُلّـه بَــرَمُ |
واهاً "جميلُ"! أخـفّ القـولَ مُطّلبـاً |
إن العقـول خِـلابٌ عنـده جُـثُـمُ |
طارت، و حار إلينا الهـمّ مستعـرا |
فغادرتْ مُهَجاً تشقـى بهـا النسَـمُ |
يا ليت يلبث فينا - فـدّه - عمُـرا |
و إن تفـرّق منـي الكـف و القـدمُ |
تأتيك طوعا متى ألمحـتَ، هرولـةً |
على شكاةٍ بهـا كـم آنـس الألـمُ |
حتى إذا جئتَ يوم الحشر فـي زُمـرٍ |
كالبدر تـمّ علـى الأبـواب تزدحـمُ |
و جئتُه كان بعضي معْك فـي عدَنٍ |
يا سعدَ من بعضُه في الخلد مقتسَـمُ! |
إن البضاعة مزجـاةٌ، و جئـتُ بهـا |
و لم يكن لـي كفـاءٌ غيرُهـا قـدَمُ |
فاقبل بسيطاً طوى في صـدره عِلـلا |
يسعى إليك حثيثـا و هْـو محتشـمُ |
يـرجوك تصفح عما كان من خــللٍ |
يـومَ القوارير إذ تـغلي و تصـطدمُ |
لعـلّ يعضُـد مـا يلقـاه من وهَـنٍ |
لو كان يَصدُق في تصريحـه القلـمُ |
سـمعٌ و طـوعٌ و أسبـابٌ معلـقةٌ |
تُفضـي إليك، و شمـلٌ ضمّـه قُثمُ |