الــــــــــوطـــــــــن الـــــــنّــــــبــــــي !
شـــــعــــر / جـــــبــــر الـــبــعــدانــي
وطــنــي الـكـبـيـرُ ولا كــبـيـرَ ســــواهُ
أخـــشــى عــلــيـهِ بــقـدرِمـا أخــشــاهُ
وطني دَمي , نَزفي , و أقسى طعنةٍ
أسـكـنـتُـها صــــدري بـسـيـفِ هـــواهُ
وَجـهـي الّــذي مـازلـتُ أجـهـلُ شـكـلَهُ
نِـــصــفــي الـــــــذي ودّعــــتـــهُ لأراهُ
حُـلمي الـمشرّدُ فـي المنافي ، غربتي
والــشــاعـرُ الــمـنـفـيُّ فـــــي مــنـفـاهُ
مــوتـي الـــذي مـازلـتُ أحـمـلهُ مـعـي
مُــــذ كــــان قــابـيـلاً وكــنــتُ أخــــاهُ
نـــدَمــي وأوّلُ لــعــنـةٍ حـــلّــتْ عــلــى
جَـــسَــدي فـــعُــدتُ بــآدمــي لــثَــراهُ
دمـعُ الـقصائدِ , حـزنُ أغـنيتي الـتي
شــاخــتْ فــتـاهَ الــنـايُ عَـــن مـغـنـاهُ
الــركّــعـةُ الأولـــــى وحـــيــنَ أُتِــمُّــهـا
ســيــنـامُ فـــــي عَــيــنِـي ولا ألــقــاهُ
تـسـبـيحتي فـــي جَـــوفِ لــيـلٍ هــدَّهُ
شــوقـي إلـــى فــجـرٍ فــقـدتُ سَــنـاهُ
وطـنـي الـمـحنّطُ فــي الـمتاحفِ مُـتعَبٌ
يـشـكو ومــا اسْـتـمعوا إلــى شـكـواهُ
يــسـتـوقِـفُ الــتــأريـخَ كـــــلَّ دقــيـقـةٍ
ويــعــيــدُ مــــــن أرشــيــفــهِ ذِكـــــراهُ
ويــبـثُّـهُ الــنّـجـوى ومــــا جــلـبـتْ لـــهُ
غـــيــرَ الــشّــقـاءِ فــوَيـحَـهـا نـــجــواهُ
وطــنــي تُـفـرّقُـنـا الــــدروبُ فـنـلـتقي
فــــي مــوطــنٍ غــيــرِ الــــذي نــهـواهُ
أمــضـي وبَـوصـلـتي تُـشـيرُ ولا أرى
جـــهــةً أشـــــارتْ نــحـوَهـا : ربّــــاهُ
كـمُـسـافـرٍ ضــــلَّ الـطـريـقَ فــأرضُـهُ
وجَــعــي وحُــــزنُ الـمـتـعَـبينَ سَــمــاهُ
وطـنـي أراكَ وأنــتَ أقــربُ مِــن يَـدى
لــفَــمــي بَــعــيـداً أشــتَــهـي لُــقــيـاهُ
سـتـقطّرُ الـصـبّارَ فــي كـأس الـهَوى
وســأحــتـسـيـهِ ؛ اللهُ مــــــا أحــــــلاهُ
وطــنــي أتــيـتُـكَ فــاتـحـاً فــردَدْتـنـي
ولــعــنـتَ إصـــــراري ومَــــن أغــــواهُ
حــتّــى إذا غُــلّــتْ يــــدايَ مـنـحـتَني
سـيـفاً ؛ أيـضـرِبُ مَــن تُـغَـلُّ يـداهُ ؟!
وطـنـي وتـخـتنقُ الـعِـبارةُ فــي فَـمي
والــلـفـظُ يــفـقـدُ - مُــكـرَهـاً- مَـعـنـاهُ
إنّــــي كـتـبـتُـكَ قــبـلَ ألـــفِ قـصـيـدةٍ
شِـــعـــراً ولـــســـتُ بــخــالـدٍ لـــــولاهُ
مِـن صفحةِ الشمسِ استعرتُ مساحةً
ورســـمـــتُ وجـــهَـــكَ حـــيــثُ لا إلّاهُ
فـسلِ اسْـمكَ المنقوشَ في كبِدِ السما
مَــــــن ذا تــجــبّـرَ بَــعــدَنـا ومَـــحــاهُ
وطـنـي وحِـيـنَ الـمـوتُ يـصـبحُ رحـمـةً
ســنُـقـاتـلُ الـــدّهــرَ الَّـــــذي نــحـيـاهُ
وسـنُـخـرجُ الـشـيـطانَ مِـــن أوكـــارِهِ
لــــنــــردَّ بـــالإحــســانِ مَـــــــن والاهُ
وطـــنــي وإنْ قــبِــلَ الــمـذّلـةَ مــؤمــنٌ
باللهِ : نـــــــــارُ جـــهّـــنــمٍ مــــثــــواهُ
كُـــنّــا نـــقــولُ : اللهُ شـــــاءَ وبَــعــدَهُ
شــئـنـا ونــصـنـعُ كــــلَّ مـــا شـئـنـاهُ
والآنَ زادُ الـــثــائــريــنَ دعـــــاؤهــــم
و الأمــنــيــاتُ , ولــيــتَــه ُ, وعـــســاهُ
وطـنـي الـنّـبيُّ ؛ وهــل سـيفلحُ كـافرٌ
عــــــــــــاداهُ أو مُـــتـــجـــبّــرٌ آذاهُ ؟!
وطــنـي وأخـتـمُ بـالـصلاةِ قـصـيدتي
فــلــكَ الــخـلـودُ , عــلـيـكَ صــلّـى اللهُ