|
النّومُ يُقْلِقُني واللّيلُ جافاني |
واليومُ يُتْعِبُني والكونُ عاداني |
والشّمسُ أرْقُبها في الصّبح مشرقةً |
تمضي على عَجَلٍ كالبرْقِ تنْساني |
والغيمُ مسْرعةٌ في العالِ قد جُمِعتْ |
بالأسودِ اكتتبتْ أيّامَ أحزاني |
أمطارُها نَزَلتْ دمْعاً يُؤرِّقُنِي |
تَجْتاحُني غرقاً أهْوالُ أشجاني |
والحبُّ أَطْلبهُ دوماً يُعانِدُني |
من مرِّهِ لهبٌ تزْدادُ نيراني |
وهبتهُ أملاً ، نصّبتهُ مَلِكاً |
والودُّ يَعْصِرُني ذلّا فأسقاني |
ما زلتُ أْتبَعهُ بالوَهْمِ يَخْدَعُني |
قدْ باتَ يهْجُرُني واليوم أعْياني |
الآهُ تلفظني بالهمِّ ترسمني |
والكلّ يحسدني يا ويلَ أزماني |
قدْ غرّهْم ضَحِكي والشّعرُ أنْظُمُهُ |
لم يعلموا ألمي أو جرحَ أوطاني |
لم يعلموا أبداً آهات غُربتنا |
وغرْبتي ابتدأتْ من يومِ إتْياني |
قد غرّهمْ غَزَلي والحبّ أرسمهُ |
لم يعلموا أنّني ضيّعتُ ألواني |
لم يعلموا أبدا حرباً تُشَرِّدنا |
نيرانُها بدأتْ حتّى بِشُطْآني |
طفولةٌ صَرختْ ،أيّامُها نُهِكتْ |
في أرضنا جُرِحتْ، والنّزْفُ أدماني |
أزهارُها اغتُصِبتْ مِن فِعْلِ طاغيةٍ |
ما زالَ يَخْدَعُها يا خبْثَهُ الجاني |
الكرهُ بعثرهُ والطّيشُ ديْدنهُ |
والقلبُ من حجرٍ ، يا مكرَ شيطانِ |
أنْفاسهُ وَجَعٌ، أحلامهُ هَلَعٌ |
أنيابهُ فَزَعٌ ،قتّالُ إنْسانِ |
والأرضُ تَكْرههُ بالنّارِ يحْرقُها |
قد هاجَ مُشْتَعِلاً ، فوّار بركانِ |
كالوحشِ يفْترس الدّنيا ويأكلها |
والقومُ من حولهِ أنْفاسُ ثُعْبانِ |
الحزنُ يعْشقني ، قد باتَ يصْحَبُني |
والشِّعرُ يطلبهُ دوماً لعنْواني |
قصائدي تَعِبتْ ، أبياتُها ذَبُلَتْ |
لا طبّ يُبْرؤها مِن إنْسِ أو جانِ |
عزاؤها سننٌ واللهُ ثَبّتها |
والكونُ يَشهدها ،خُطّت بقرآنِ |