|
يا شِعبَ غزةَ إنّ الصّبرَ إحقاقُ |
للحقِّ والنصرُ يأتي حين نشتاقُ |
خاب الغزاةُ فأنتِ اليومَ راسخةٌ |
لا يستبدُّكِ تهديدٌ وإرهاقُ |
صِغارُ أهلِكِ للأعداءِ قنبلةٌ |
وسيفُ جُندِكِ في الهوجاءِ خفّاقُ |
وذي بناتُكِ مثلَ الوردِ ناعمةٌ |
هي الربيعُ طليقًا جاءَ ينساقُ |
وللغريبِ وبالٌ ساحقٌ وأسىً |
وللقريبِ هداياتٌ وإشراقُ |
قلاعُها بجنودِ العزِّ راسخةٌ |
لن يُسقِطَ الحصنَ خوّانٌ وأفّاقُ |
تظلُّ كالنّجمةِ العلياءِ ساطعةً |
ولا يُحيطُ بها باغٍ ونعّاقُ |
بها الليوثُ تخوضُ الدربَ ثائرةً |
ما هَمّها كذِبٌ تُذكيِهِ أبواقُ |
كلُّ الغزاةِ على أبوابِها سَقطوا |
فسَلْ عن الصبرِ مَن ذرعًا بها ضاقوا |
واقرأْ رجولةَ مَن صانُوا كرامتَها |
فذي الدماءُ بها الإقدامُ دفّاقُ |
جادَتْ شبابًا تغيظُ الغاصبين ولمْ |
تجزعْ وما زالَ في الميدانِ أوراقُ |
دمُ الشهيدِ سقَى أزهارَها ومضَى |
يقولُ إنّا لها درعٌ وأطواقُ |
نادت بَنيَّ ؛ أجابوها وما خذلوا |
إنّا على العهدِ قالوا : نحن عُشّاقُ |
يا مَن تراهنُ أن تنهارَ شوكتُها |
حذارِ إنّ لهيبَ البأسِ حرّاقُ |
أمّا إذا جئتَ ضيفًا فالديارُ إذا |
تقولُ: أهلًا - وصدرُ الدّارِ - توّاقُ |
لا يَقبلُ الحرُّ تدنيسًا لعزّتِه |
ما للدّخيلِ ببطنِ الأرضِ أعماقُ |
سوى قبورٍ حَفرناها لذلَّتِه |
فاسألْ عن الحربِ تَروِ المجدَ أَنفاقُ |
تظلُّ غزةُ رمزَ العزِّ صامدةً |
لو هدّدوها "رصاصُ الشهمِ" سَبَّاقُ |
فلا تنُبْ يا أخي عن غاصبٍ وطنًا |
وإن فعَلْتَ فلن يلقاكَ إشفاقُ |
لهيبُ غزّةَ يُؤذي كلَّ من غَدَروا |
وإن غدَرْتَ - ردودُ الفعلِ - إحراقُ |
هذي عقيدةُ حربِ الغادرين فما |
فيها سَماحٌ ولا عَفوٌ وإطلاقُ |
فإن رجَعتَ فأنت أخٌ نتيهُ بهِ |
بِخٍ بغزّةَ هذي نِعمَ أخلاقُ |
إلهَنا احفظْ لنا فيها مقاومةً |
واللهِ إنّا ليومِ النصرِ نشتاقُ |