أقولها بصدق وأعترف ، وربما جميعكم أو أغلبكم مثلي سيعترف ، أنّ كثيرا من الأمور تزعجني وتكدّر خاطري ، فمثلا : في الصبّاح عندما يجهز طعام الإفطار ثمّ أكتشف أنّه لا يوجد خبز في البيت فإنّي أختنق ضيقا ،
وإذا ما " بنشر" إطار السيارة وأنا في طريقي إلى مكان ما فإنّي أتشاءم من ذاك اليوم ، وعندما يصاب أحد الأولاد بوعكة صحية بسيطة ، تضيق عليّ الدنيا برغم توفر العلاج والكوادر البشرية التي تقوم بواجبها على أكمل وجه .
وبعضنا حتّى إذا ما جهّز " الأرقيلة" ثمّ اكتشف أن ليس لديه " فحم" ليشعلها ، ضاج واكتئب وذهب يبحث في الأسواق عن دكان ولو أخذ من الوقت ما أخذ ، لكي يرضي مزاجه !
نعم أحبّتي ، كثير من المترفين والمنعّمين من أمثالي ، الذين يجدون الوقت ليكتبوا لكم ، ومن أمثالكم، الذين لديهم القدرة على استخدام " النّت" وقراءة ما نكتب ، يتكدّر خاطره على أبسط الأمور المعيشية التي تحدث لأي إنسان بين الفترة والأخرى ، ونراها أحيانا على أنها قمة المشاكل، والأمثلة كثيرة لا تُعدُّ ولا تُحصى !
إذا كنّا نحن المنّعمون هكذا ، فما بالكم بحال من يعيش الجوع حتّى الموت ؟! ويعيش القهر حتّى الصمت الأبدي ؟! ويعيش الإهانة حتّى تنتهك كرامته إلى أبد الدهر ؟!
ما بالكم بمن تُسلب أمواله وتنتهك حُرماته ويموت أولاده بين أيديه وبناته ؟!
عدنان الشبول
(( بعد حالة من تكدير الخاطر))