|
دمعةُ الطفلِ في القطاعِ ارتقاءُ |
رملُنا الغاضبُ اللّهيبُ سماءُ |
قد نشَأنا وفي الحلوقِ مرارٌ |
يخنقُ الرّوحَ فالدّيارُ الهواءُ |
يا فلسطينُ عنكِ يومًا سمعنا |
لكِ منّا دماؤنا الكستناءُ |
قيل حقٌّ لنا سبَوهُ الأعادي |
ونشَأنا ، وفي الصّدورِ الوفاءُ |
يشربُ الطّفلُ في الحليبِ اشتياقًا |
للعناقِ إليكِ تُعطَى الدّماءُ |
فبها لا يُقيمُ فينا جفافٌ |
ولهذا تسابَقَ الشّهداءُ |
وعلى ذا من بعدِهم قد مضَينا |
أكلُنا الصبرُ والشّرابُ البلاءُ |
نجرعُ الشّوكَ في سرورٍ نغنّي |
نزرعُ العشقَ كي يطيبَ الفداءُ |
يا فلسطينُ علّمونا صغارًا |
أنّ بحرَ العطاءِ حاءٌ وباءُ |
مرّتِ السّنواتُ برقًا عُجافًا |
وصمدنا ما هزّنا الإعياءُ |
فيكِ روحي منارةٌ من عطورٍ |
كعبةٌ كم يؤمُّها الأنبياءُ |
نحنُ يا أرضُ ما خضعنا لكربٍ |
أسوأُ الكربِ أنّنا فُرقاءُ |
وعلمنا أنّ التفرّقَ خزيٌ |
وجفَونا ، قلنا البلادُ تشاءُ |
كم كذبنا ، بقولنا ، ما كذبنا |
ثم قلنا بأنّنا .. أوفياءُ |
أمّةٌ تحكمُ ( الجيوبُ ) بنيها |
يرسمُ الدّربَ لذويها الوراءُ |
لملِموها .. وجمِّعوها .. معًا يا |
أهلَها الآن .. إنّكم شركاءُ |
فأعدّوا لها ضياءً وبُشرى |
أجملُ البِشرِ أن يعمَّ الضّياءُ |
واغرسوا في صغارِها الحبَّ غضًّا |
ملّ جفنَ السنين هذا البكاءُ |
آن موعدُ فرحةٍ نشتهيها |
آنَ يا أهلَنا .. يعودُ الرّخاءُ |
فتعالَوا لنبنيَ الغدَ هيّا |
ملحُ هذي البلادُ فينا الولاءُ |
خضرةُ الأرضِ في عيونِ بنيها |
حصنُها الرّمشُ والدّموعُ السّقاءُ |
فاحفظوا الوعدَ يا شبابًا تغنّى |
في هوى القدسِ أنتمُ الأولياءُ |