أنتبه من غفوتي فجأة على وقع قدميها الصغيرتين تتسلل، أرنو بعينين نصف
مغمضتين لأراها تتوقف أمام المرآة ، تعبث بمساحيق التجميل وترتدي
الحلي.. أسمع خطواتها وهي تدق الأرض بحذائي ذو الكعب العالي
تتعثر بقميص نومها الطويل وشعرها المنسدل على كتفيها .. تتسلق
السرير، تمسح بيديها الجميلتين على وجهي ليترجمها قلبي بأني هنا.
أرنو إلى ملامحها الرقيقة لأراها قد اختفت وراء لوحة سريالية رسمتها
على وجهها بعبث ـ أرنو غاضبة ـ تبتسم فتذوب مشاعري وجداً وحباً
أبتسم رَغماً وتغرق كلانا في نوبة ضحك.
تعانقني بكلتا يديها، أتشمم رائحتها الندية ـ أداعب خصلات شعرها الناعمة
أحتسي الشهد من ثغرها ووجنتيها فيغيب عقلي.. أحلق في سماء عالمها
سماء الطهر والنقاء والبراءة.