قصيدة قديمة جديدة والنموذج المعروض له وجود في الحياة
وقدقلت في إحدى قصائدي
صور أصورها وقد تغلي وتكتمل المشاهد
صور تري للاعتبار ولست لو صورت جامد
متــرفة
عدوها جَهْمُ الشظفْ
وعِشْـــقُهــا غضُّ الترفْ
وكل شيءٍ قبله أو بعده من السخَفْ
تَلْهُو فلا شُغْل لها..إلا التسلِّي والطُرَفْ
والعيش غَضٌّ ناعم .. والنهر طامٍ لايـَجُـفْ
ما عندها ثقافة .. إلا عناوين الصحفْ
وبعض ألفاظ رقاقٍ ما يَعُوز المـحْتَرِفْ
تُغْري بهنَّ من تشاء في إسارٍ قد لَطُفْ
شيء غريب ما تَبَدَّى للخيال ولا تجلَّى في التحَفْ
عشاقها من كل لون كلهم من حبها شاكٍ دَنِفْ
شَكَّت بأني هازلٌ في بعض ما أروِي .. فقالت إنني غاوٍ خَرِفْ
*****
لا تسْألَنِّي وصفها إذ إنّه بجمالها و دلالها كم حار وصفْ
بل إنني أوشكت أن أهْوي صريعًا مثلهم
أكْبُو وأمشي فوق جُـرْفْ
أنا الذي كم خُضْت أمواج الهوى ما ابتلَّ لي في الثوب طرفْ
إني فضاءٌ واسع في الحب لا يعلوه سقفْ
أنا خبير حَاِذقٌ ذقت الهوى من كل صنفْ
تجاربي وثّقتها وقد عَدَت خمسين ألفْ
ساعدت كل عاشق أوقفت للعشاق وَقْفْ
وإن عشقت كان عشقى راشدا من غير تـَأْثيم وضعفْ
لو أن قيسا جاءني حين اشتكى نار الهوى ماذاق حَتفْ
أهدي حبيباتي دمي صِرفا لهن بغير سَرْف
أهدي لهن قصائدا منظومة من غير حرفْ
لكنّ هندا حالة فرديّة ما مثلها لاحت لطَرفْ
لحسنها سحر عجيب غالب يَسْبيك في يُسْرٍ ولطفْ
فتَزَلُّ دون تحفظ في حبها وبكل عنف
فلنبتدئ حق الكلام بغير تَـهْجينٍ وحيْفْ
******
لاشيء يعدل حسنها لافي الوجود ولا الأثرْ
بركان سحر ثائرٍ لا يستقرْ
يرمي فؤاد من نظرْ
أنّى خطرْ .... فهْوَ الخبرْ
سكر الندامى في أحاديث السمرْ
فالقد مطبوع بأشهى فتنةٍ .. حلو الجَنى
غصن ولكن من سنا
حلم عزيز الـمُـقْتَنى
مغرٍ كما تاق المنى
سِحـْــر الرؤى إما اسْتَوى أو مال آنًا وانعطفْ
غض ينير الليل منه ما انكشفْ
عذْبٌ شهِيُّ الصفْوِ يدعو المغترفْ
خمر تَسَاقَاهُ العيون لا تَلِقَّـــاه الأكفْ
*****
والوجه ذو سحر عجبْ
فيه الصبا فيه الطربْ
فيه من الحسن الأتَمْ
وكم تلقَّى من تُـهمْ
بما جنى وما ظلمْ
وهْــو البرئُ المبْتسمْ
والشعر هَفْهَاف يرفْ
مثل الحرير إذا وجفْ
طورا يمينا ينجرفْ
آنـًــــا يســارا ينحرفْ
يجــري بأمواج الذهبْ
فعل النسيم إذا يهبْ
أو فعلهــا عند الطربْ
تشَابك الأنظار فيه تنجذبْ
وسحر لحظ إن قَصَفْ
فهْو القضاءُ قد أزفْ
لا بدّ ان يَدْمَى الهدفْ
سحْران من نُـجْلٍ تقاسي والوَطَفْ
وسحر أسْـــرٍ غامضٍ تحسّه ولا تصفْ
واللُعْس يغري للشفاه المرتشفْ
*******
والجيد كالبلُّور صفْوا بل أشَفْ
والصدر ذو نهدين تاقا للهربْ
من قيد فستانٍ يشُفْ
إن ينكرا عتم الحجبْ
هل يجهلان الخَـتْل أو خبث الطلبْ..؟!
أو زيْغ مفتون رغبْ
أو لوثـــةٌ حلَّت لصبْ
*****
والخصر مهضومٌ نَـحُفْ
والردف مخمورٌ يـَجِفْ
والخطو منسابٌ على حُلو الصلَفْ
كالموجة النشوى كعزف مؤْتَلفْ
تهفو كأنسام المساءِ بل أخَفْ
تأتي فَتُزْكي نارها كي تنصرفْ
قد زاد من غُلوائها أن نعترفْ
ولا خيار للذي قد صار في رقِّ الشغفْ
والرقُّ في دلِّ الجمال ورطَةٌ قد لا تعِفْ
*******
يا نظرةً مرّت وأبقت بعدها.. قلبا جريحا مرتجفْ
أو لوعةً تُـغْــري فؤاد المسْتَبيح المسْتَخِفْ
يا فتنةً ملكت خيال المالِكِيِّ المعْتَكفْ
يعدو إلى محرابه متعثرا فيما عَرِفْ
قد كان يملأ قلبَه نَـهْجُ الصحابة والسلفْ
ماذا جرى..؟!.. قد كنت تمضي في طريق لا يُسِفْ
لا ضير فيه لا اختلال أوعَسَفْ
كم قلتَ قولا مختلفْ
شَنَّفت آذانا به مافيه حيْف أو شَنَفْ
(ماكنتُ غِرًّا في الهوى أوكان سهلا أُحْتَوى أو أَنعَطِفْ)
كان ادعاءً كاذبا .. فسقطت والسِتر انكشفْ
إذ مانرى إلا فؤدا مُنْهَكا.. أو عين مَكْلُومٍ تَكِفْ
إن الهوى طاغٍ فَكُفْ
كم من فؤادٍ مغرم فيه تردَّى أو نَـزفْ
خذ ما تبقى منك وارحل لا تقفْ
*******
حسن تجلّى في ترفْ
يحميهِ عـــــّزٌ وأنفْ
آتٍ ببدعٍ مختلفْ
يلهو ببحر مضطربْ
إن يَنْجُ من عَصْفِ الريَبْ
تجْـرفْه أمواج الشغبْ
والعشق للدنيا َشرَكْ
يشد قيد من صَدَفْ
مخدّرا نحو الهدفْ
وللغرام سَكْرةٌ .. ليست تَعِي ما تقترفْ
فما اشتعال صَبْوةٍ ..في غير مَأْمول الوَطرْ..؟!
وليس من حسن النظرْ
ألّا نُبَــــالى بالخطرْ
طفلٌ ويلهو باللهبْ
مثل الذي لا تَـحْجبين لدى الحسان وصانه دينٌ وعُرْفْ
لكنّنا منّا فراش هائم نحو الضياء وإن يكن فيه التلفْ
وإنَّنا منا ذباب حَائمٌ في كل مأدَبَة يلفْ
والبعض منا كالنغَف
إن الغُلوّ سترة خيوطها من الأسفْ
وقد يغَالي راغبٌ .. وضره فيما رغبْ
مهلا تأنّيْ أجْـمـلي ..إنّ الليالي تختلفْ
والعمر ضالٌ تائه ..إذا سرى بلا هدفْ