|
هذا الذي طرِبَتْ أذْني لِسيرَتِهِ |
فَكيْفَ لوْ نَعِمَتْ عَيْني برُؤيَتِهِ |
الحُسْنُ مِنْ حُسْنِهِ جَافى مَفاتِنَهُ |
وقالَ لا حُسْنَ إلا حُسْنُ طلْعَتِهِ |
أوْفَى على قدَرٍ والناسُ جَاهِلةٌ |
والوَحْيُ في دَرْبِهِ نِبْراسُ دَعْوَتِهِ |
مُحَمَّدٌ ثوْرَةُ الإيمَانِ بَاقِيَةٌ |
ومَلْمَحُ الدِّينِ في سَيْماءِ نَزْعَتِهِ |
ذو مِقْوَلٍ ذاكِرٍ لله ، ما فَتِئَتْ |
تَشْدو العَنادِلُ أذكاراً بِعَظْمَتِهِ |
اَلعَيْنُ وَسْنانَةٌ والقلبِ مُنْشَغِلٌ |
باللهِ ، والذِّكْرُ أطْيارٌ بِرَوْضَتِهِ |
والوِرْدُ في فَمِهِ شَهْدٌ بِخافِقِهِ |
والوَرْدُ مُنْفَتِحٌ في صَحْنِ وَجْنَتِهِ |
والشَّعْرُ قِطْعَةُ لَيلِ دُونَهُ قَمَرٌ |
والشِعْرُ مَفْخَرَةٌ في وَصْفِ رَوْعَتِهِ |
يَفْتَـرُّ عَنْ لُؤلُؤٍ كالبَرْقِ وَمْضَتُهُ |
في عَينِهِ دَعَجٌ ، قَصْدٌ بِهَيْأتِهِ |
في صوْتِهِ بَحَّةُ المِزْمَارِ فَاتِنَةٌ |
وسَاطِعُ الصِّدْقِ في لَألاءِ لَهْجَتِهِ |
في كَفِّهِ شَثَنٌ في جيدِهِ سَطَعٌ |
في كُلِّهِ آيَةٌ مِنْ حُسْنِ خِلْقَتِهِ |
مُنمْنَمُ الحُسْنِ في عِرْنينِهِ شَمَمٌ |
في عَرْفِهِ نَفْحَةٌ مِنْ مِسْكِ رَشْحَتِهِ |
هُوَ الأمينُ الجوادُ الطِيبُ مَعْدِنُهُ |
والوَحْيُ في رَوْعِهِ وَقّادُ جَذوَتِهِ |
بادي المَلاحَةِ في أشْفارِهِ وطَفٌ |
أزَجُّ أبْلَجُ لا ليْلٌ بِغُرَّتِهِ |
الله أبْدَعَهُ مِنْ كُلِّ فاتِنَةٍ |
وقَالَ لا هَدْيَ إلا هَدْيُ مِلَّتِهِ |
إذا تبَدَّى لِذي عَيْنَيْنِ طالِعُهُ |
تبَدَّدَ الهَمُّ في آفاقِ فِكْرَتِهِ |
أبْهَى وأجْمَلُ عَنْ بُعْدٍ وَعَنْ كَثَبٍ |
أسْمَى الفَضَائِلِ تَغْنَى في سَجِيَّتِهِ |
مُقَصَّدٌ رَبْعَةٌ حَفَّ الجَلالُ بِهِ |
كأنهُ غُصْنُ بانٍ طَيَّ بُرْدَتِهِ |
فَهَلْ رَأى أحَدٌ في الناسِ مَنْزِلَةً |
تَرْقَى بِحَقٍّ إلى عَلْيَاءِ رُتْبَتِهِ |
كلَّا وَمَنْ بَرَأ الأنْسَامَ لَيْسَ لَهُ |
نِدٌّ يُضاهيهِ في أفْلاكِ سِدْرَتِهِ |
نَحَا بِأمَّتِهِ وَالوَحْيُ خَارِطَةٌ |
نَحْوَ الخُلُودِ عَلى مِنْهَاجِ شِرْعَتِهِ |
يَفْنى بَيَانِي ولا تَفنَى مَناقِبُهُ |
أنَّى لِمثْليَ تَوْصِيفٌ لِـرِفْعَتِهِ |
مَدَحْتُ حِبِّي رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِراً |
إنْ قَصَّرَتْ لُغَتي في حَقِّ حُرْمَتِهِ |
مَنْ لي بِـرُؤيا أبي الزهْراءِ شافِيَةٍ |
إلّاكَ يا سَنَدي فامْنُنْ بـرُؤيَتِهِ |