كَبَدرِ الدُّجَى .. تَخْتَالُ فِي طُرُقِ العَتْمَة
يَلُوحُ مُحَيَّاهَا الُمَسافِرُ فِي الظُّلمَة
كَفَاتِنَةٍ تُغرِي القُلُوبَ بِنَظرَةٍ
وَتَمْلِكُنَا بِالنُّورِ مِن سَافِرِ اللِّثْمَة
تَحُجُّ إِلَيهَا الرُّوحُ فِي غَمْرَةِ الأَسَى
أُيَمِّمُ وَجهِي شَطْرَهَا فِي دُجَى الغُمَّة
بِمَحكَمَةِ التَّارِيخِ تشْكُو غَرَامَهَا
إِلَيَّ وتَعفُو أَصبَحَ العَفوُ لِي تُهمَة
تُلَقِنُهَا الأَمْجَادُ حُكمًا بِغُربَتِي
فَأَنأى .. يَعُودُ المَجدُ مُسْتَأنِفًا حُكْمَه
وَيُلقِي نِدَاءَ الشَّوقِ مِن سِدْرَةِ الهَوَى
يَظُنُّ رَوَابِيهَا بِدَعوَاهُ مُهْتَمَّة
هِيَ الأُمُّ وَالمَعْشُوقَةُ البِكْرُ بُعدُهَا
دَلَالٌ يُنَاجِينَا وَأَخْطَاؤُهَا عِصْمَة
جَدَائِلُهَا كَاللَّيلِ تُرخِي سِتَارَةَ الْـ
سَنَا فَوقَهَا .. تُحيِي عَلَى خَدِّهَا نَجْمَة
تُبَعثِرُ أَسْرَارَ المُحِبِّينَ عُنوَةً
وَتَهتِكُ بِالإِيمَاءِ فِي صَمْتِنَا حُرْمَة
تُعَتِّقُ حِبرِي فِي كُؤُوسِي بِأَدْمُعِي
فَأَلقَى جَنَاحَ الذُّلِّ يُخْفَضُ مِن رَحْمَة
وَأَنْسَى وَتَدْعُونِي لِذِكرَى غَرَامِهَا
وَأَبْخَلُ .. تُبْكِينِي كَرَامَاتُهَا الجَمَّة
وَلَو أَنَّهَا تَرمِي سِوَايَ بِعِشْقِهَا
لَصَارَ لَهَا عَبْدًا وَلَاسْتَوطَنَتْ حُلْمَه
نَدِمْتُ عَلَى تَرْكِي رُبَاهَا فَلَيتَ لِي
إِلَى عَودَةٍ دَربٌ تُعَبِّدُهُ الهِمَّة
أُعَالِجُهَا مِن دَاءِ هَجْرِي وَغُربَتِي
وَمَن رَامَهَا سُوءًا سَأُعلِمُهُ حَجمَه
هِي (الثَّجَّةُ) المِعطَاءُ .. أَرضِي .. قِلَادَتِي
تَأَبْجَدَ فِيهَا الحُبُّ أَهْدَى إِلَيهَا اسْمَه
تَبَسُّمُهَا فَجْرٌ خَجُولٌ.. تَحِيَّةٌ
يُدَحرِجُهَا (وَادِي السَّحُولِ) إِلَى (ظَلْمَة)
مَلَامِحُهَا الخَضْرَاءُ تُغوِي قَصَائِدِي
أُرَاوِدُهَا عَن كَشْفِ ذَاكِرَةِ الكِلْمَة
تَفَتَّقَ فِيهَا حلُمُ عُمرِي فَأَزْهَرَت
قَصِيدَ هَوًى تَشْتَاقُ قَافِيَتِي نَظْمَه
إِذَا نَطَقَتْ فَالسِّحرُ أَصْدَاءُ صَوتِهَا
وَإِنْ وَشْوَشَتْ فَالهَمْسُ فِي شَرْعِهَا حِكْمَه
بِهَا رُوحُ ( أَرْوَى ) وَ(المُكَرَّمُ) خَلفَهَا
يُغَازِلُهَا فِي قَاعِ ( حَبّ ) وَفِي القِمَّة
أَيَا ( إِبُّ ) إِنِّي جِئْتُ دُنيَاكِ عَاشِقًا
أَلُمُّ انكِسَارَاتِي وَأركُضُ فِي الزَّحمَة
غَسَلتُ جِرَاحِي فِي المَشَنَّةِ مُطفِئًا
لَوَاعِجَ قَلبٍ أَضْعَفَتْ آهَتِي عَزْمَه
بِبَائِكِ جَرَّ الجَهْلُ رُوحِي مُهَاجِرًا
لِيرْفَعُنِي هَمْزٌ فَأَفْخَرُ بِالضَّمَة
أُسَائِلُ عَنْكِ اللَّيلَ وَالشَّمْسَ وَالضُّحَى
وَأُلقِي سَلَامًا يَبْعَثُ اللَّونَ فِي الرَّسْمَة
بِـ (وَادِي بَنَا) هَامَ الخَيَالُ مُلَوِّحًا
بِكَفِّي لِـ (وَادِي الدُّورِ) وَ (القَفَرِ) وَ (الرَّضْمَة)
حَبِيبُكِ (بَعْدَانُ) الَّذِي مَارَسَ الهَوَى
عَلَى نَبَضَاتِ القَلْبِ تَشْتَاقُهُ لَثْمَة
تَنَفَّسَ فِيكِ الصُّبْحَ آثَارَ قُبْلَةٍ
عَلَى سَفْحِهِ الرَّيَانِ تَسْتَسْلِمُ الحِشْمَة
فَصَارَ مَسِيحَ الحُبِّ يَجْلُو جِرَاحَنَا
وَيَغْسِلُ أَدْرَانَ النَّوَى.. يُبْرِئُ الأَكْمَه
شَوَاهِقُكِ الغَنَّاءُ بِالخَيرِ تَرْتَجِي
لِقَائِي بِحَرفٍ صَاغَ خُضْرَتَها بَسْمَة
مَلأتُ بِشَوقِي قَفرَ رُوحِي وَمُهجَتِي
فَلَا هَزْمَةٌ فِيهَا جُحُودٌ وَلَا عَكْمَة
خُذِي لَوْعَتِي يَا (إِبُّ) وَاسْتَبْدِلِي بِهَا
سُجُودِي لِمَولَى الكَوْنِ شُكْرًا عَلَى النِّعْمَة
خُذِينِي بِشَوقِي وَاضْطِرَابِ مَشَاعِرِي
وَحُزنِي فَإِنَّ الحُبَّ لَا يَقْبَلُ القِسْمَة
د. مختــــار محرم
30مارس 2014م