يكفيك موتا
أنْ تظلَّ مسافرا
بين الزنابق، والظنون الكالحاتْ...
إن الغمامةَ دمعها فرْحٌ،
ودمعُكَ آية المسرى
إلى عطش الوجوه المالحاتْ...
يكفيك موتا
يا سليل الرفضِ،
يا متصعلكا بين الجراحِ،
وبين أصداء الجوى...
إني أخاف على الذّئابِ
مِن الشياه الجائعاتْ..
وأخاف أن ترتد أصنامي،
وترتفع الجباهْ...
وأخاف مني
أنْ أُغيِّبَ إخوتي في الجبِّ،
كي لا يذرفوا دمعا
إذا حضر العِشاء...
"إنّ الأخوة صعبة وقت العِشاءْ"...
وأخافُ أن تنْسلَ
حين أراودُ الأبواب عن نفسي،
وهيْتَ لها فلول العزّ
خلفَ البابِ: ها قد صرتُ،
لكني العزيزَ
أراه ممتعضَ الحياءْ...
يكفيك من نكد الحياة ترى،
لسانك قوتك المسمومَ
إن عزّ الرجاء...
ولنا بكلِّ فجيعة خبرٌ،
وفي كل الهزائم رايةٌ،
ولنا العِجاف من السنينِ،
ولا عزاءْ...
يكفيك موتا
أنْ جلبْنَ لك الهوى،
-ليس المها-
إنَّ العيون هنا
قَتَلْنَ الجسرَ دون رصاصةٍ،
من حيث إني كنت أدري
أنّ خبزي
من دم الشعراء جاءْ...
يا ويحها من خُلَّةٍ
لمّا سرى وطني وحيدا
دون كثبان الجفاءْ...
"رحل الذين تحبهم،
وبقيت يا وطني خواءْ..
لكنّ عيني
ترْقُبُ الأمواتَ
في ليل الفجائع لا تنامْ....
يكفيك موتا
أن تُطِلَّ عليَّ
ملتحد السماءْ...