|
خطرتْ كأنسامِ الصَّبا المتضوِّعِ |
ترمي اللحاظَ كلفتةِ المتبرِّعِ |
رفعتْ نواظرَها لرانٍ صوبَها |
ثم انثنتْ بالحاجبِ المترفِّعِ |
مَن برّأَ الألحاظَ من دمِ عاشقٍ |
وقتيلُها مُردىً وراءَ الأضلعِ؟ |
غيداءُ ما لعِبَ النسيمُ بشعرِها |
إلا ابتغاءَ تنشُّقٍ وتمتُّعِ |
رامَ الثَّواءَ بمفرقٍ متأرِّجٍ |
وثناهُ عنه صِفاحُ جِيدٍ أتلعِ |
دلفتْ إزاءَ الجمعِ وانيةَ الخُطا |
ولها العيونُ من الجهاتِ الأربعِ |
كالفارسِ الشاكي يرومُ قريعَه |
بسليلِ مبتَسَمٍ ولحظٍ مُشرَعِ |
أنى التفتَّ فثَمَّ عاشقُ لحظةٍ |
كالطيفِ مرّتْ في لذيذِ المَهجَعِ |
نسجَ الخيالُ على العيونِ غشاوةً |
لا يبصرنَّ سواه خلف البرقُعِ |
هي شمسُه في أفقِه غابت وفي |
مضمارِ عينيهِ رِهانُ المطلعِ |
للهِ كم أودى الهوى من فتيةٍ |
ما ثُوِّبوا غيرَ الخيالِ الممتعِ |
يا نظرةً ما أعقبتْ غيرَ الأسى |
في النفسِ من نَيلِ البعيدِ الأرفعِ |
ولرُبَّ نظرةِ أهيفٍ أودتْ على |
كلَلٍ بذي ورعٍ فلم يتورَّعِ |
سحبتْ ذيولَ التّيهِ مُسكِرةً فتىً |
بفُجاءةِ الألحاظِ حتى لم يعِ |
خشِعًا يمدُّ يدَ ابتهالٍ نحوَها |
وتذللٍ كالعابدِ المتضرِّعِ |
ويدًا تشدُّ على أضالعَ هزَّها |
قلبٌ يضِجُّ وجيبُه في مِسمعي |
مُرخي الزمامِ عَيانَ كلِّ صبيّةٍ |
لم تُجدِ غيرَ صبابةٍ وتفجُّعِ |
يا قلبُ يا ظئرَ الهوى ورضيعَه |
ما مُشتهاك لناهدٍ لم يُرضِعِ |
واحسرتاهُ للعطاشى ما ارتوَوا |
من رشفةٍ من كلِّ كأسٍ مترَعِ |
غيداءُ إن القلبَ يهفو صوبَكم |
حتى يكادَ يفرُّ خارجَ أضلعي |
لَيوَدُّ من شوقٍ يهزُّ شِغافَه |
لو كان بين يديكِ مثلَ الإصبعِ |
أقررتُ بالحبِّ الذي أنكرتُه |
قِدْمًا وأنتِ وليُّ ذنْبي فاشفعي. |