أطلقتَ نوراً في متاهاتِ الدجى
وَمَضَيْتَ ركباً للمعالي مدلجا
أسرجتَ خيلاً سابقاتٍ أيقظتْ
من غفوةِ الأجداثِ صُبْحاً أبلجا
وَرَكِبْتَ أمواجَ الهلاكِ مُصافحاً
كفّ الردى وأتيتهُ مُتأرجا
أزجيتَ أكوامَ السحابِ لواقحا
ولعلّ فيها للقِفارِ المرتجى
تسقي ظما أرضٍ تشقّقَ خدها
وغشى مُحيّاها الغبارُ وعجّجا
ولطالما استسقتْ ومدت كفها
غيثاً وإصباحاً لليلٍ قد سجى
تطفو على بحر الحياةِ وفوقها
غيمٌ وكان الموجُ طوداً أهوجا
أخرقتها عمداً لتغرق أهلها
ولتغرق الأحزانُ آخر من نجا
مزّقتَ أشرِعةَ السّفينةِ عابثا
قد كان وهماً مانقضتَ لتنسجَ