|
أَمامِيَ الدَّهْرُ، والأَشْواكُ، والأُفُقُ![](clear.gif) |
وَخَلْفِيَ العِشْقُ، والآلامُ والأَرَقُ |
مُقَامِراً سِرْتُ في الدُّنيا... أُطَاعِنُهَا![](clear.gif) |
وَمَالِيَ: الشِّعْرُ، والأَقْلاَمُ، والوَرَقُ |
وَمَا يُرَجِّي أخُو الأشْعَارِ في زَمَنٍ![](clear.gif) |
حَقُّ الكَلامِ بهِ يغتالُ مَنْ صَدَقُوا؟ |
في مَعْشَرٍ ترَكُوا الإنسانَ مُنْقَرِضاً![](clear.gif) |
فِيهِمْ، وزَاغُواْ.. فَلاَ عَقْلٌ، ولا خُلُقُ |
سَادُواْ، فجارُواْ.. وَظَنُّوا الفضلَ مَلَّكَهُمْ![](clear.gif) |
على الأنَامِ؛ ومَا زادُوا !! ومَا خَلَقُواْ !! |
لا يَسْمَعُونَكَ إلا أَنْ تُنَافِقَهُمْ![](clear.gif) |
أَوْ أَنْ يُتَرجِمَ عَنْ أَوْرَاقِكَ الوَرِقُ ! |
شُلَّتْ يَدُ البِرِّ والإحسانِ مُذْ شُرِعَتْ![](clear.gif) |
سُمْرُ الفَسادِ؛ فسَادَ الفاجِرُ العُقَقُ (1) |
وَأَقْسَمَ الوغدُ: لا يُبْقِي أَخَا خُلُقٍ![](clear.gif) |
ولا يَهَشُّ لغيرِ المفسِدِ الأُفُقُ |
جُنُودهُ: الموتُ والتنكيلُ/ ما وُجِدا![](clear.gif) |
وسيفُهُ: الإِفْكُ والإرْهابُ والشَّبَقُ |
أنَّى نظرْتَ.. فذُو حَقٍّ على وضَمٍ![](clear.gif) |
والمبْطِلُونَ على جَزَّارِهِمْ حِلَقُ ! |
ويَعْكِفُونَ على الشوَّاءِ/ يُطعِمُهُمْ![](clear.gif) |
والحقُّ لحمٌ على الأحقادِ يحترِقُ ! |
دَمُ يسيلُ، ونفسٌ غيرُ سائلَةٍ![](clear.gif) |
فيما أُسيلَ؟ وقدْ غُطَّتْ بِهِ الطُرُقُ |
تَغْتالُ باكيَةً.. والْمَيْتُ مُبْتَسِمٌ![](clear.gif) |
لذَّ الحِمَامَ، وربُّ السيفِ مُختَنِقُ ! |
وأَعْذَبُ الموتِ: مَا قاسَمْتَ ساقِيَهُ![](clear.gif) |
كأْسَ الرَّدى، فسقاهُ سُمَّها النَّزَقُ |
يا ساقيَ الموتِ، هلْ تَدنُو فتشرَبَ لي![](clear.gif) |
سُمِّي، لأَرْقَى.. فَلِي شَوقٌ لمنْ سَبَقُواْ؟ ! |
يَا مُبْصِرَ الموتِ -قَدْ سَحَّتْ هَواطِلُهُ-![](clear.gif) |
أَنتَ القَتِيلُ، وربُّ الثأْرِ، والقلِقُ |
أُمِّي وأُمُّكَ لم تحمِلْ ولا ولَدَتْ![](clear.gif) |
إلاَّ لنَحيا، فأَودى حُلْمُها العَبِقُ |
قالتَ: قضيتُ، فعِشْ، واسلمْ. فأَسْلَمَنِي![](clear.gif) |
هذا الزَّمانُ إلى منْ ليسَ يُرْتَفَقُ (2) |
لَمَّا بنَا لَحْدَهَا الباغي، ولَبَّدَهُ![](clear.gif) |
ثُمَّ انثنى، ودُمُوعُ العينِ تَسْتَبِقُ |
أَكَبَّ يَغْسِلُ عَنْهُ التُّربَ مِنْ دَمِنَا![](clear.gif) |
ويَمْسَحُ الدَّمْعَ حُزْناً... كيفَ يَتَّفِقُ؟؟ |
وطَالَ ذا الغُسْلُ حتى احمَرَّ كُلُّ حِمىً![](clear.gif) |
وأَدركَ الناسَ مِنْ طُوفانِهِ الغَرَقُ |
ويَنْبُتُ الحرْثُ وَرْداً (3) مِنْ تَشَرُّبِهِ![](clear.gif) |
ويَصْبَغُ الأُفْقَ في رأْدِ الضُّحى الشَّفَقُ |
يقولُ للوحشِ قَومٌ: ليسَ مِنْ حَرَجٍ![](clear.gif) |
نفْديكَ.. أنتَ رسولُ المجدِ والفَلقُ |
وغَرَّ قولُهُمُ السَّفَّاحَ عَنْ نَظَرٍ![](clear.gif) |
نَحْوَ العَوَاقِبِ أَنْ يَغْتَالَهُ الشَّبَقُ |
يَا حادِيَ الْمَوْتِ: هَذِي العيسُ مُسرِعَةٌ![](clear.gif) |
فَاكْفُفْ حُدَاءَكَ؛ أَنْ يُودِي بِها الْعَنَقُ (4) |
قُلْ لي بِرَبِّكَ: مَا طَعْمُ الحياةِ بِلاَ![](clear.gif) |
عِزٍّ، وَمَا زَادَ فيكَ الذُّلُّ والفَرَقُ؟ |
إنْ كانَ عيشُكَ لَمْ يُنصبْ على شرَفٍ![](clear.gif) |
فمَا تُرِيدُ من الدنيا؟ لِمَ الْمَلَقُ؟ (5) |