إن أنا متُّ يا رفاقي اغفروا لي
ما جرى بيننا بهذي الحياةِ
فبقلبي كونٌ من الحبِّ يبكي
يتمنَّى اللقاء بعدَ المماتِ
واجلسوا تحتَ أيكةٍ من وفاءٍ
ِواذكروا لي بظلِّها خطواتي
راقصوا نغمةَ الهناءِ وقولوا
: كنتُ أهفوا لهذه النغماتِ
فارقوا الحزنَ في الصَباح بُعيدَ الدْ
دَفْنِ أو غادروا بُعَيْدَ الصلاةِ
أسمِعُوا ِبَسْمَةَ الوداعِ بِقَوْلِي :
(صافحوني بدفقةِ الضحكاتِ )
أسعدوني بمسحكم من عيوني
بكاءكم وحزنكم لا يواتي
علِّموهُ البكاء بعدي لأزهو
فلكمَ أنجبَ العناء بذاتي
واقطفوني من كلِّ روضٍ وشمُّوا
من عطورِ البكور أحلى صفاتي
فرِّقوها على الحيارى , ورمسي ,
وحبيبي الفقيدِ أحيوا رفاتِي
بعد حين ستذكرونَ كلامي
وغِنائي ومرودي وعباتي
أذكروني على الأكفِّ بنعشي
أذكروني بزفرةِ الآهاتِ
أذكروني ببحَّةٍ يرقصُ الحرفُ
بتجديفها خضمَّ اللغاتِ
أذكروني ببسمةٍ تُنعشُ الليل
بنزف الندى وراء الشفاةِ
فاجمعوني بكل لطف وَأخفو
ني بصدرٍ معذَّبٍ في الحَياة
سمِّعوهُ الغناء شيئا فشيئا
وكِّئوهُ إن رامَ عيشي عصاتي