|
صَارَ النِّفاقُ بلونِهِ البّرَّاقِ |
مَدَنِيَّةُ العَصْرِ الحَديثِ الرَّاقي |
يا نَفسُ عودي لا تَغُرّكِ كَثرَةُ الـ |
الأتباعِ وَالأنصارِ وَالعُشَّاقِ |
هُوَ تَوأمُ الشِّركِ اللعينِ وَنَبتَةٌ |
أوراقُها الخَضراءُ مُرُّ مَذَاقِ |
وَلتَعلمي أنَّ النِّفَاقَ بِضَاعَةٌ |
غَـربِيَّةٌ ، شَـرقِيَّـةُ الأسـوَاقِ |
إبليسُ رائجُهَا ، يواري قُبْحَها |
وَيَزُفّها في ثوبِهَا البَّرَّاقِ |
لَمَّا غَزَتْ سوقَ العروبَةِ أصبَحَتْ |
مَحْمومَةٌ حُبلى بِمَحضِ نِفاقِ |
في كُلِّ مُتَّجَهٍ سَلَكَتَ وَمَذهَبٍ |
في البَيتِ ، في الطُّرُقاتِ ، في الأسْوَاقِ |
كَذِبٌ وَغدرٌ واغتصابُ أمانَةٍ |
وَدَمٌ يَسِيْلُ على التُّرَابِ سَوَاقي |
مَدَنِيَّةُ حَمْراءُ محضُ سِيَاسَةٍ |
تَسعَى إلى الإذلالِ بالإملاقِ |
فإذا الشعوبُ تَسَعَّرَتْ بِمَجَاعَةٍ |
أُخِذَتْ على غَرَرٍ بلا إشفَاقِ |
وَالسِّرُّ في مأساتنا .. شَاشَاتُنا |
في خِدمَةِ الفُجَّارِ وَالفُسَّاقِ |
كَمْ شَاشَةٍ لَعِبَتْ بِشَعبٍ كامِلٍ |
كَتَلاعُبِ الصِّبيان بالأوراقِ |
شَاشَاتُنا الصَّفْرَاءُ .. سِرُّ شَقائنا |
كم خلفها من ناعقٍ ملاق |
جَعلوا مِنَ الإعلامِ أحقر صِنعَةٍ |
أوَلم يكُ الإعلام فنًا راقِ ! |
شاشاتُنا الصَّفراءُ في حُجُرَاتِنَا |
كَالسُّمِّ في قنِّيْنَةِ التِّرياقِ |
كأسٌ يُجَرِّعُنا النِّفاقَ صَغِيْرَنا |
وَكَبِيْرَنا ، إلا القليل الباقي |
ما بين تَزْويرٍ لِطَمسِ حَقَائقٍ |
وبرامج تَجني على الأذواقِ |
فَمُسَابقاتٌ تَستَخِفُّ بِمَشهَدٍ |
وَمُشَاهِـدٍ ، بِسُؤالِهَا اللَّفَّـاقِ |
وَمُسَلسَلاتٌ تَسْتَهينُ بدينِنَا |
تَسعَى لِطَمسِ الدِّين بالأخْـلاقِ |
وَبَرَامجٌ .. أخرى لِطَمسِ تُراثنا |
كم خلفها من مَاجِنٍ نَهَّاقِ |
أوَليسَ هذا ما أرَادَ عَدُوُّنَا ؟ |
لم أختَلقْ كَذِبًا على الإطلاقِ |
إنْ كُنتُ جانَبْتُ الصَّوَابَ أحِبَّتي |
فلتَعْذُروا جَهلي بِعَصرِ نِفَاقِ |
يا نَفسُ موتي قَبْلَ أنْ تَتَمَدَّني |
لا خير في مَدَنيَّةٍ اسْتِشْرَاقِ |