غزَّةٌ: إمّا نكونُ أو لا نكونُ!
دموعُكَ إن تبكِ العيونُ هَتونُ
وقلبُكَ في نفضِ الجمارِ أَتونُ
***
بكاؤكَ في صيفٍ معينُ مناهلٍ
لحبِّكَ في رفدِ البحارِ جُنونُ
***
ونجمُكَ إن يعلو سماءَك للعلى
تُسابقُ في شوقِ القلوبِ عيونُ
***
فتبلي ثياباً في طلولِ منازلٍ
وتطرفُ في أُفْقِ الحبيبِ ظعونُ
***
كأنَّكّ في شوقٍ تطيرُ إلى السُّها
فتذرَعُ في خفقِ الرُّموشِ جفونُ
***
تجرَّعَ صبرُنا غَدورَ قبائلٍ
وكلَّلَ أوهامَ السَّلامِ غصونُ
***
تذرَّعَ الاستسلامَ كلُّ مُفاوضٍ
فجاوزَ حكمةً وذلَّ خَؤونُ
***
أنخذُلُ قدسَنا لدربِ مقالبٍ
وإنْ قضتِ الهوانَ فينا السُّنونُ؟!
***
أجادَتْ سيوفُنا بزحفِ كتائبٍ
فإمّا بها نكونُ أو لا نكونُ
***
فشمَّرَ ساعدَ العلى عزمُ ثائرٍ
وكلُّ دروبِ العاشقينَ شجونُ
***
وفِعلُكَ في نومٍ يطيقُ على الدُّجى
وغفوُكَ في دِبْلِ النّهارِ عطينُ
***
صحتْ فيكَ شمسٌ فاستَظِلَّ دفيئَها
وزجَّت رموشَ الهُدْبِ فيكَ عُدَيْنُ
***
لغزةَ هاشمٍ وعودُ بشائرٍ
لتُنْشدَ في حدوِ الرِّجالِ جنينُ
***
وغزةُ هاشمٍ هديرٌ بأبحرٍ
إذا ثارتِ الأمواجُ ثارَ سفينُ
***
كتائبُ هيجاءِ الحروبِ على العدا
فأيُّ صروفِ العادياتِ أُدينُ
***
حماسُ إذا ضجَّ الصَّهيلُ بخيلِها
سيوفٌ على العدا يخرُّ جبينُ
***
سيولُ سرايا القدسِ زحفاً فأيمنتْ
على أنَّ أجرامَ السَّماءِ سنينُ
***
ليوثُ صلاحِ الدِّينِ قصفاً فأرعدتْ
فأروتْ قفاراً واستعدَّ كمينُ
***
ألا يا خيولَ اللهِ شُدِّي ركائباً
وقدْ فجَّ جرحٌ في اليهودِ ثَخينُ
***
كتائبُ قسّامٍ لعزٍ فأقعستْ
وشدَّ ظهوراً في الرِّجالِ مُتونُ
***
سينظرُ دجّالٌ لريبِ فعالِهِ
وكلُّ دخيلٍ في الدِّيارِ مَهينُ
***
ستسطرُ أمجادٌ صنائعَ أمَّةٍ
ويبصرُ في جفنِ الفخارِ حنينُ
***
فهل لكَ في حربٍ يطولُ بها المدى
فيشحذُ سيفَ البارقاتِ أنينُ
***
أتوترُ في طفلٍ عبيرَ دمائهِ
فيُسرِجُ في صهوِ الأسودِ عرينُ
***
كم امرأةٍ حلّوا وثاقَ خبائِها
ومُعتَصَمُ الجوارِ قافٌ ونونُ
***
تقطَّعَ في شيخٍ سنونُ رجائهِ
فتجفلُ أعرابٌ ثَغتْ وتخونُ
***
أيُسمِعُنا فخراً أبيُّ عُبيدةٍ
تؤودُ بعزمِ الهادراتِ حصونُ
***
تُهدِّدنا بالبَرِّ يا ابن غبيَّةٍ
وفي النَّفقِ المهينِ خفَّ أرونُ
***
تهاوى على أُمِّ الثُّعالِ حصونُها
وأوهتْ ببيتِ العنكبوتِ ظنونُ
***
فأوضحَ في صبحٍ يُطلُّ على الأُلى
تقاربُ أقصىً في الرِّجالِ قمينُ
***
ألا دورةَ الأيّامِ دوري لعوْدةٍ
فمجدٌ إلى الإسلامِ عزَّ قرينُ
***
تداعى علينا كلُّ غرٍّ وفاجرٍ
كأن زرافاتٍ وأمَّ مُجونُ
***
فتعساً لغِربانِ السَّماءِ إذا عدتْ
وتعساً لعُربانِ الجيوبِ تهونُ
***
وسُحقاً لأتباعِ الحذاءِ تلثُّما
حفاةً لإسرائيلَ خفَّ رُعونُ
***
ألا كلُّ قولٍ في الأماجدِ سامقٌ
وكلُّ عواءٍ في الذِّئابِ خدينُ