أخيرًا وبَعدَ سَنواتٍ مِنَ الصِّراعِ المريرِ لَمَعتْ عَيناهُ وارتسَمَتْ على ثَغرِهِ ابتسامةُ رضًا ومَلأَتْ صَدرَهُ نشوةٌ غامرةٌ وهو يُحَلِقُ عاليًا في فضاءٍ رحْبٍ حَيثُ أَخذتْ الأشياءُ تصْغُرُ شيئًا فشيئًا .
أَخبرَ أصحابَهُ المُقَرَّبينَ أنَّ عُرسَهُ غدًا إنْ شاءَ اللهُ وأنَّهُم جميعًا مدْعوونَ إلى الزِّفاف .
اغتسَلَتْ ابتسامتُها بدمعٍ مُنهمِرٍ ولم تكُنْ تَرى سِوى وجهَهُ المَرحَ ولا تسمعُ سوى كلماتِه العذبةَ وهُو يُودِّعُها ويطلبُ رضاها ، رُغْمَ أنَّها كانت تراقِبُ معَ بَقيةِ العائِلةِ مَراسِمَ هَدْمِ منزلِهِم بالجَّرافاتِ الغاصِبَة .