رسالة قصيرة إلى غزة
غزَّة .. يا أجملَ بارقةٍ في فجرِ أملٍ كدتُ أن أرثيه مذْ أحاطَ أصقاعَنا ليلُ الهزيمةِ ومذْ غلَّفتْنا عتمةُ الوهنِ وقدَّمتْنا وليمةً لكلِّ الآكلين ..
غزَّة .. يا رحِمَ النَّصرِ الباقي منذُ ألفِ ألفِ إجهاضٍ وانكسار ..
يا أيقونةَ الفرحِ المندثرِ تحت خدودِ الخجلِ، ويا أجملَ ما تتجمَّلُ به شفاهُ المُحبطين ...
غزَّة ... يا آيةَ اللهِ في الأوَّلينَ والآخرِين ..ويا ملتقى قنديلِ الأمسِ بشموعِ الحاضرِ والغد ...
جُعتِ فلا شبِعْت،وحزنْتِ فلا سَعِدْت، وبكَيتِ قوافلَ الرَّاحلينَ فما جفَّتْ مآقيَّ ولا نضبَتْ عيونُ عزائي ...
دنوتِ حينَ ابتَعدْت، وسموتِ حينِ هبطْت، ووقفتِ باسقةً مثلَ النَّخيلِ حين سقَطْت ...!!!
غزَّة .. يا وجهَ النَّهارِ الأنصعِ من ثلجٍ بكرٍ على جبينِ قمَّة .. أبشرُّكِ وأعلمُ علمَ اليقينِ كم لهذا تستبشرين :
قاتلْتِ غزة بأظفارِ إرادتِكِ الفولاذيَّةِ كلَّ وحوشِ الكونِ .. وما زلْتِ تقاتلينَ ..وتقاتلينَ .. وتقاتلين .... حتى انتصَرْت