شوق القلوب
***
شعر
صبري الصبري
***
لحج البيت تشتاق القلوبُ وتهوي نحو كعبته تؤوبُ وتقصد مكة الأنوار فيها بفضل الله تُغتفر الذنوبُ وتسمو الروح في مرقى علاها صفاءَ نقائه الباهي تجوبُ وتأتي ترتجي حجا جليلا به بسطٌ وإغداق رحيبُ وتنقيةٌ وترقيةٌ وفوزٌ وأفضالٌ يها يسخو الحسيبُ من الآفاق قد جاءوا لبيت له تُفضي بلهفتها الدروبُ بفج ضارب بالبعد تمضي وفودٌ سمتها سمت قشيبُ بإحرام طهور الثوب تهوي قلوبٌ في إنابتها تثوبُ تروم وصولَهَا المحمودَ طارت بأجنحة بها شوقٌ عجيبُ وطافت حول كعبته بدأبٍ بأعينها ومقلتها نحيبُ غرامٌ يرتدي طهرا وحسنا بدا وانساب وجدان منيبُ لرب العرش جمعهم جموعا ضيوفا في ضيافته تطيبُ وطابت في مناسكهم مزايا ونارت في وضاءتها ضروبُ ولبت في جوارحهم سجايا لها يسخو بمنحته القريبُ تعالى الله أعطاهم عطايا بحج فيه أفئدة تذوبُ بنور مشاعر الإخبات منها يفيض الطهر أجراه المجيبُ ولبى بارئَ الأكوان فيها مُجِدٌّ خاشعٌ نضرٌ لبيبُ بموقف قربة لله يرجو نجاة إن أتى اليوم العصيبُ ويحثو ربنا الشافي عليهم شفاء ينتهي فيه اللغوبُ ويحظى من أتى للحج جهرا بميلاد به روض رطيبُ بميلاد به عمرٌ مديدٌ وإن لاحت تجاعيدٌ .. مَشِيبُ ! وجنات النعيم له تراءت بها النعماءُ والعيش الطروبُ وخيمات لهم من حور عين بحسن زاد بالحسنى نصيبُ مواهب ربنا الرحمن جلت بها يحلو بروضات وثوبُ بحج البيت آلاءٌ حسانٌ لحجاج بها جاد الرقيبُ بجمع أشرقت بالنور ليلا لوفد الله إن لاح الغروبُ مشاة في حمى الساحات جاءوا كما يحلو لباحتها الركوبُ ورمي الجمر في يسر وبشر نمت للكل أذكار وطيبُ ويوم النحر في عيد سعيد به والله في الأضحى نطيبُ ومعدودات أيام كرام بها لله بارئنا نتوبُ طواف إفاضة فيها عتيقٌ له تهوي بلهفتها القلوبُ وداع دامع الوجدان يبكي لفرقته بمركبه الغريبُ ولا غرباء في حج لبيت له قد حج حجته الحبيبُ (محمد) سيد الأبرار طرا إمام الرسل سيدنا الطبيبُ زيارته بحب القلب تسمو بنا فالقدر مقدار مهيبُ شفاعته بيوم الحشر غُنْمٌ لمن لاقاه حسبانٌ رهيبُ وأيقن بالشقا بالعسر يبدو بسحنته مع الخسر الشحوبُ له الإنقاذ من نار وسعر بيوم فيه تنكشف الغيوبُ فجد يا رب بالفردوس فضلا فأنت الله ذو الجود الوهوبُ وأبلغ سيدي طه صلاتي وآلا البيت ما طابت حُبوبُ وهبت للصبا الفيحا رياحٌ لنا يحلو بحجتنا الهبوبُ !