قصيدة أخذت مني وقفة طويلة لما سكب فيها من جليل المعاني و عظيم المناقب.
أَشَـدُّ البَلايَـا طَعْـنُ قِـسٍّ لِرَاهِـبِ
وَرَشْقُ الحَنَايَـا مِـنْ سِهَـامِ التَّرَائِـبِ
وَدَمْعَـةُ مَفْجُـوعٍ بِغَـدْرِ الأَقَـارِبِ
تَنَحَّتْ بِكَ الأَيَّامُ يَا قَلْبُ فِـي الـوَرَى
وهل هناك أشد من وقت يقاتل الأخ أخيه و و أن تأتيك الطعون من مستودع الرفق وينفض العهد و ويغدر القريب
وَنُجْعَـةُ ذِي وُدٍّ وَعَـهْـدٍ لِنَـاكِـثٍ
وَأَنْحَى عَلَيكَ الدَّهْرُ مِنْ كُـلِّ جَانِـبِ
يُجَرِّعُكَ الأَقْدَاحَ مِـنْ حَنْظَـلِ الأَذَى
وَيَسْقِي لَكَ الأَتْرَاحَ مِنْ كَأْسِ وَاصِـبِ ويمضي القلب مشدوهًا بفجائع الدهر و لا يعلم كيف يتقي طعونه الغادرات فيتجرع غصص النائبات مرغمًا صابرًا
بِنَجْوَى عَدُوٍّ أَجْفَـلَ الحِقْـدُ صِدْقَـهُ
وَبَلْوَى تَجَنِّي صَاحِبٍ تلْـوَ صَاحِـبِ
وَنقْمَةِ مَوتُورٍ يَرَى الحَـقَّ فِـي الهَـوَى
وَنَعْـرَةِ مَسْـرُورٍ بِأَدْنَـى المَنَـاصِـبِ
يتساوى رامي سهام الغدر بين متور مأخوذ بغبنه و سكرة أتراحه وبين مسرور أنسته نعم الله حق الله
يُسَارِعُ فِيكَ العَذْلُ مِنْ طَعْـنِ حَاقِـدٍ
وَيَصْدِفُ عَنْكَ العَدْلُ مِنْ لَحْنِ كَـاذِبِ
وَيَسْلُوكَ مَنْ أَحْبَبْتَ فِـي اللهِ مُخْلِصًـا
وَيَتْبَـعُ آثَـارَ الحَسُـودِ المُجَـانِـبِ
وبين عاذل يترصد زللك وعادل جانبه الحق بقولة كاذب يتجافى منصفوك إلا قلة ممن ثبتهم الحب لك و إخلاصهم لك وما يحملون لك في قلوبهم
أَعِينِي عَلَى الأَحْزَانِ يَـا نَفْـسُ إِنَّنِـي
أُغَالِبُ بِالصَّبْـرِ الـذِي هُـوَ غَالِبِـي
وَلا تَشْتَكِـي حَـرْبَ اللَيَالِـي فَإِنَّمَـا
حِرَابُ اللَيَالِـي هَذَّبَـتْ بِالتَّجَـارِبِ
صبرًا يا نفسي وما حيلتي غير الصبر و أنا بين كرور وفرور حرب لا تهدأ ولا ترعوي و العاقبة للصابرين ممن صقلتهم تلك المحن فخرجوا من بعدها أنقياء من الشوائب أقوياء بعد ضعف وزادهم الله هدى.
وَلَسْتُ أُبَالِـي مِـنْ غَرَابِيـبَ نُعَّـبٍ
وَلا اهْتَزَّ صَدْحِي مِنْ صَرِيـرِ الجَنَـادِبِ
أَسِيـرُ عَلَـى دَرْبِـي وَأَبْـذُلُ هِمَّتِـي
لأَرْفَـعَ صَرْحًـا لِلعُـلا وَالمَنَـاقِـبِ
وَأَبْنِـي مَـعَ الأَحْـرَارِ مَجْـدًا لأُمَّـةٍ
لِنَجْنِي مِع الإصْـرَارِ خَيـرَ العَوَاقِـبِ
فَلِـي هِمَّـةٌ لَـمْ تُعْـنَ إِلا بِـأُمَّـةٍ
وَمِثْلِيَ لَـمْ يُخْلَـقْ لِغَيـرِ النَّجَائِـبِ
وغايتي تعلو على تلك العقبات و إن مارت بي مورا إلا أني أبصر طريقي بين جحافل الظلمات ولا يشغب علي رهج جاهل ولا نعيق حاسد ,لا أرتضي بالدون ولا أرتضي بأقل من أكون لبنة بيضاء في صرح أمتي المجيدة.
بورك العزم و وفقكم لكل خير .خالص التحايا والتقدير.