عندما بدأت كتابة قصيدتي المتواضعة ، كان في بالي جُرح غزّة ، وتلقائيا انفتح جُرح القدس التي ينعونها في كل عام بيوم اخترعه بعضهم وأسماه يوم القدس .. ليعززوا نظامهم السياسي ومكانتهم في الدول العربية والإسلامية !
ثم تلقائيا أيضا ، انفتح جرح أعياد التحرير .. والقرار الحر ، والإستقلال الزائف ! فجاءت القصيدة على عدة أجزاء . وحرتُ في العنوان !
ربما تكون القصيدة قد خرجت عن موضوعها الأساس الذي بدأت به ، ولكن أليست كل جراح الأمة توقظ بعضها بعضا .. وسخطنا معها مستيقظ !! ، وأعتذر إن شابها ضعف هنا أو هناك !
شكر جزيل للدكتور أحمد رامي
رضيتم بما لم ترضه الغنمُ !
مهما تعالت سيوف البغي والحممُ
أو استطال علينا الليل والظّلمُ
فلا تظنّن أنّ الحقّ منهزمٌ
ولا إذا طال ليل القهر ننهزمُ
أطلقت جورك يا صهيون في وطني
واختال وحشك في الأرجاء يجترمُ
لكنّ غزّة تدري كيف تلجمهمْ
والجور يكبحه الصمصامة الحذمُ
وإنّ عسفك لم يوهن عزائمنا
وما عجزنا ولا خارت لنا هممُ
ولا ننام على ضيم ومظلمة
هول المنايا لأجل الحق نقتحمُ
احذر يهوذا من الإيغال في دمنا
فِلْذاتنا لسْنَ طيْطوساً لتنتقموا
واحرّ قلبي على ثكلى وأرملةٍ
حتى الأجنّة والأشياخ ماسلموا
عورات حكامنا بانت ، مُهَتَّكة
وكَشَّفتْ بفجورِ سِترَها النُظمُ
استمرؤوا الذلَّ ، والخذلان شيمتهمْ
لانخوةٌ خجلتْ أو هبّت القيمُ
لابأس غزةَ يا أغلى مدائننا
إنْ طال صبرك والنيران تحتدمُ
لاتستجيري وقد أُدخِلْتِ مذبحهم
أيستجار بمن بالذبح يُتهمُ !
هذي الهبات التي تأتي على مضضٍ
لاخير فيها ، فلا دامت لهمْ نِعمُ
مِنَ المَخادع في أبراجهم سَيَرَوْا
أمواج سخطك في الإيوان تلتطمُ !
*************
بالأمس أحيوا ليوم القدس أمسيةً
منذ الشروق تعالى الهتفُ والكَلِمُ
توعدوا ، أقسموا ، بُحَّت حناجرهم
وصمّ آذاننا التهديد والقسمُ
بأنْ تعود إلينا القدس ظافرة
يهفو إليها حجيج الله والأممُ
وأنْ غداً قرب باب القدس موعدنا
وسوف يُرفع في عليائها العلمُ
وأنْ يودِّع أهلوها مهاجرهم
وأنْ يعود إلينا السور والحَرَمُ
فإذ بها كذبة هُرْءٌ وشائجها
وارتدَّ يلعن منْ فاهوا به القَسمُ
وهل طريقك ياأقصى مُبَدَّدة
حتى تتوه عن اللقيا به البُهَمُ!
كلا ، فلست بعيداً عن نواظرهم
ولوأرادوا لكنت الآن مُلْكهمُ !
*************
جاؤوا بعيدٍ له ذكرى مهلهلة
في كل عام له الساحات تزدحمُ !
عيد عجيب فما تدري له سبباً
فيه النياشين والأوباش تلتحمُ
قالوا هي الأرض قد صارت محرّرة
عادت لنا : السهْب والشطآن والقممُ
كذا الشعوب من الأغلال مُعْتَقة
والمجد آبَ ورغْد العيش والنِّعَمُ
فلا ولاء لنا يحني سيادتنا
ولا حقوق لأهل الدار تُهْتَضَمُ
أين السيادة والتحرير يارمماً
وقد رضيتم بما لم ترضه الغنمُ !
وماسمعنا لكمْ في الساح همهمة
وإن سمعنا تجلّت قبلها " النَّعَمُ " !
وإنْ عزمتم على نطقٍ وموعظة
جدتم خواراً كما لم يُحْسن النَّعَمُ !
مافاقكم صاغرٌ ذلاً , ولا أحدٌ
يجيد تهجئة اللاءات بينكم !
*************
إنّ الشدائد قد تقوى بها أممٌ
وأخريات من الأرزاء تلتئمُ
لكنْ قلوب بني قحطان تائهة
فيهمْ تقطعت الأوصال والرحمُ
كل الشعوب يزيد الظلم لُحمتها
لكنْ بقايا عرى العربان تنفصمُ
يا بن الوليد ويا سعد ويا عمر
العزّ ضاع من الأحفاد بعدكمُ
وكل صرح من الأمجاد كان لنا
أمسى خراباً وأودى المجدُ والشممُ
عودوا إلينا من الماضي ولو شبحا
كي يستفيقوا ، وعلّ الخوف ينهزمُ
هبّوا بني يعربٍ طال السبات بكم
فما يفيدنّكمْ فرْسٌ ولا عجمُ !
*************
طيطوس : هو قائد روماني ، قام في العام سبعين بعد اعتلاء السيد المسيح بقتل رجال اليهود ونساءهم .. وأحرق كل مايخصهم .