وَلَقَدْ تَقَاسَمنَا الرَّحِيلَ تَراضِيَا لَمَّا حَكَمتَ وَكَانَ حُكمُكَ قَاضِيَا مَا كَانَ هَذَا الحُكمُ عدلًا إنَّما خرَّ الفُؤادُ إِلِى مُرادِكَ جَاثِيَا فَغَدَا الرَّحِيلُ إِلَيكَ فِعل مُضَارِعٍ أَمَّا الرَّجُوعُ إِليَّ فِعلًا مَاضِيَا قُلْ لِيْ بِربِّكَ كَيفَ أشكُوكَ الهَوَا نَ ، وأنتَ تَعلَمُ يَا حَبِيبِي مَا بِيَا أَتُرَى تَنَاسَيتَ الغرامَ وَحُبّنَا أَمْ كُنتَ فِعلًا للمَودَةِ نَاسِيَا آهٍ عِلَى مَاضٍ تَعَاظَمَ بَينَنَا ثُمَّ استحَالَ مِنَ الفرَاقِ قَوافِيَا أَشدُو بِهَا شِعرًا وَأَذكُرُ أَمسَنَا فَتَجِيءُ لِي بَينَ السُّطُورِ مُنَاجِيَا فَتَغُصُّ عَينِي بالدَّموعِ وَيَنقَضِي عَنْ فَرحَتِي الثَّكلَى غَنَاءَ شِفَاهِيَا وأَعُودُ أَشكُو للوِسَادَةِ حُرقَتِي فَيَئِنُّ مُشتَاقًا إِلَيكَ فُؤَادِيَا لَا لَم يَعُد شَيءٌ لَدَينَا غَيرَ أَحـ زَانٍ ، وَدَمعٍ فِي العُيُونِ مُوَاريَا أَجَّلتُ سَكَبَ حَرِيقِهِ مِن مُقلَتَي فَمَضَى عَلَى الخَدَّينِ سَيلًا جَارَيَا لَمَّا رَأَيتُكَ فِي الأَمَاكِنِ كُلّهَا تُمسِي بِقلبِي ثُمَّ يُصبِحُ خَالِيَا قَلبِي قَتِيلٌ وَالجُرُوحُ تَقُودُنِي نَحوَ الوَفَاةِ فَهَلْ أَتَيتَ مُوَاسِيَا للرُّوحِ مِنِّي وَالجَوَارِحُ كُلّهم حَتَّى تُكَفِّنُهُم يَدَاكَ سَوَاسِيَا عَلِّي أَرَاكَ لِمرَةٍ لَو بَعدَ مَو تِي ، جِئتَ تَهفُو للمَحَبَّةِ وَافِيَا