إعجَابْ
كنتُ قد ألقيتُ هذه القصيدة في الغرفة الصوتية الأمسية الماضية ،
ولسوء الحظ كان صوتي متقطع ، وقبل أن أستمع لرأي أساتذة الأدب فيها ،
غادرتُ الغرفة مكرهًا بسبب الكهرباء .
بَخٍ بَخٍ .. كُلُّ الوجــــودِ تَصًـابَى
إلَّا أنا ــ حــــاوَلتُ أنْ ــ أتَغَـابَى
فالعشقُ بعــــد الحِمْيَرِيَّةِ ــ زَلَّـةٌ
والقَلبُ أقْسَــمَ أنْ يَتُــوبَ ، فَتَابَا
لكَنَّ حُسنَ المَسْـوَرِيَّةِ ــ شَــدَّني
فَمَـدَحتُهَـــا لا حُبَّ ، بل إعجابا
لو كُنْتُ أطْلَقْتُ العنَــانَ لِخَـافقي
لَعَشِقْتُهَـا ، فَمَـدَحْتُهَــــا إطْنَــابَـا
لكنْ غَضَضْتُ الطَّرْفَ حينَ تَسْلَلَتْ
نفســي إلى قلبٍ أسَـــــــالَ لُعَــابَـا
فَلَقَـــدْ رَأيتُ أمِيْرَةً ــ قِدِمَتْ على
فِرَسِ الغُرورِ ــ تُحَاصِــرُ الألبَابَا
نَظَـرَاتُها ــ سَهْـــمٌ يُخَلِّفُ خَلفَهَـا
قَتْلَـى وَجَرحى يَصْطَـــلونَ عَذَابَا
طاووسَـةٌ .. جَمَعَتْ نَسِيْجَ الكِبْرِيَاءِ
مِنْ القُرْنْفُــــلِ ، وَارتَـدَتْـــهُ حِجَابَا
أو وَردَةٌ .. قَدِمَتْ تُهَدهِـدُ عِطْـرَها
فَتُعَطِّــــر الأبْــــوابَ ــ بَـابًا .. بَابَا
هــي كوكبٌ دُّرِّيُّ خَلفَ غَمَـــــامَةٍ
نــــورٌ طَغــــى ، فَتَخَلَلَ الجِلبَــــابَا
شَمسُ الضُّحَى وَالبَدرُ بَعض صِفَاتِها
مَنْ شَـكَّ فيما قُلتُ فيها ــ اغْتَـــــــابَا
شَغَلَتْ بِوَصْوَصَـــةِ النِّقَابِ شِمَالَهَا
لِتَـزِيْـــدَ قَارِعَـــةَ الطَّـــرِيْقِ عَـذَابَا
وَكِتَـــابهَا بِيَمِيْنِهَـــا ــ في حِضْنِهَا
صَبَــأ الكِتَابُ ، وَفي الأنَامِـــلِ ذَابَا
لو كانَ لي أنْ أسْتَحِيْـــــــل لِتَـوَّةٍ
كُنتُ اسْتَحَــلتُ كما أردتُ ــ كِتَابَا
محمد الحميري
28 / 11 / 2014 م