يسائلني الغرباء كثيراً إذا ما اعترتهم مجاهيلُ شكلي ولَكْنة قولي
إلى أي أرض ترى تنتمينَ.. وأيُّ الغمامِ رماكِ إلينا؟
أطالعُ في لَمَزات العيون مقاصلَ شكٍّ وألوان عذْلِ
ويمضون دون اعتبارٍ لما أوصدوا في جَناني وعقلي
سئمتُ وربي!
فما عدت آبهُ أن أستميل رضاهم لجنبي
ولا أن أسوق البراهينَ..أنفض قهر الكواشين..
أثبت أنّ فلسطين أرضي وأنّ هواها هوائي وزيتونها عشقُ روحي..
وأحيي المسيرات من قحف قهري وحرّ هتافي
وأُعلي لظى اللافتات التي ألهبتها المآسي
لعلّ بلاد العدالات تلقي عليّ ولو ظلّ عدلِ
أطالب عقّادَ حبلي بحلِّ!!
سئمت انفعالي أمام الوجوه التي لا تبالي
إذا عشت أو غرت في بطن غول أنا وبقية أهلي
فما عاد همّي بأن يعرفوني
وما عاد يعني إذا صدقوني أو اتهموني بتهمة حقي
وأمضي كشأن حمام غريبٍ..
أواري جناحي الكسيرِ
وآوي إلى صمت ظِلّي
أمـــوءُ:
أفي الغيب متسع لرجوعي إلى بيت جدي أم الحلم كل الذي قد تبقى لمثلي؟
تدور بي الأرضُ
أكبو.. أغالبُ سطوةَ واقعنا المرِّ
غصباً أحاول أن أتماسكَ.. غصباً
بكل الذي قد تبقى من الصبرِ.. من قِطَع الكبرياءِ
يبان وثوقي كشمِّ السفينِ وجوّايَ عاصفةٌ قطّعتْ لي شراعي
تعبتُ وخار انتظاري
تعبتُ.. ولكن وقوفاً !!
فلم أُسمِع الموج أنّة ناري وغلّي
***
وبين يباس الجهاتِ ولفح السوافي
أهادن ذنبي
أكِنُّ إلى ركن قلبي
أرمِّم ما أنهكتهُ السنونُ بعكاز جدي الحبيبِ
ألوّح بسمته في خيالي
فتسحر شوقي وتقلب حالي
وأختزل العمر في منظر عبقريّ الجمالِ
أخبّئه في حناني
أغلّقُ أبوابَه عن سوايَ
أؤانسه في رضايَ
وأشغله بأموري الصغيرة
بشعر وغنوة
وفنجان قهوة..
وحبٍّ ودعوة
وضحكة طفلي
***
أنا لست عابرة في زماني
لأخطو بلا أثر في الدروبِ، وأعدو.. فلا تُستثارُ الرياح للفْحِ هبوبي !
أنا لستُ نسياً من الناس كيفَ أتيتُ وأنَّى انقضيتُ
ستمحو الحياة تعاريجَ عمري بدون اكتراث وتمضي !
أنا لست عبئاً على الأرضِ.. أخنق فُسْحَتها في دُخاني
فتزجي الفصولَ لتمطرَ أحماضَها فوق جهلي !
أنا الماء والنار والحزن والفرح والسلم والحربُ
تجرحني بحّةُ الناي لكن.. يؤانس دمعي هديل يمامة
ويحبطني الظلمُ يأكل قلبي.. ولكنني أمل وكرامة
وأخطئ فيمن أحبُّ وأدري
إذا ما اختليتُ هويتُ عليّ بسوط الملامة
أنا لم أشأ أن أُعادى.. ولم أضمرِ الشر لو لعدوّي
ولكن جُبرتُ على مقتهِ منذ حزّ سكاكينَه في فروعي
وأصلي
أنا كل شيء.. وقلبي يحاول في جَهْدهِ أن يعيد اتزانهْ
يواربُ باباً لصدق التحايا
وفي ضفتيه غزلتُ الأيائك كيما تليق بسُمّارها الأنقياءِ.. وأطيبِ أهلِ
وأرسلُ حبي عنادلَ من كل لون يهيّئنَ للساكنين احتفالا
وأرقيهمُ بالدعاء لربيَ سبحانه وتعالى
بأن يحفظ الودَّ من كل شرٍّ ومن وَيل فَقْدٍ..
فلولا شآبيبُ رحمتهِ لم أطق للبعاد احتمالا
وتبقى معي الأمنيات كطلِّ
تبلّل ظمْأَ غدي بــ " لعلِّي"
لــ ـعـ ـلّـ ـي
حروفٌ بحجم القصائد تسند عافية الروح
تنتشل الماءَ من ضيق أنفاسنا
وتصلّي..