بـربـك قـد سـقيتك مـن وريـدي ... وكـنـت الـبدر فـي لـجج الـظلامِ
فـهـل تـسـقيه مــن قـهـرٍ وبـعدِ ... شــراب الـهـم فـي لـيل الـهيامِ
وهـــل تـرمـيـه بـالأسـقام تـتـرا ... وهــل أنـجو إذا حـلّت سـقامي
أنــا الـمصلوب فـوق الـهم دومـا ... وجـــرح الـقـلـب بـالـشريان دامِ
نـزيـف الـدمـع مـثل الـنار جـمرا ... فـمن يـنجيه مـن لـهب الـضرامِ
رفــعـت الــرايـة الـبـيضاء يـأسًـا ... وقـلت الـبعد أهـون من مقامي
فــنـادى الـعـقل لـلأعـضاء هـيـا ... فـقـال الـقـلب لـلأعـضاء نـامي
فـقام الـعقل يـخطب فـيه وعظا ... أشـار الـقلب مـهلا فـي الـكلام
تــرانـا إن رحـلـنـا فــي سـكـونٍ ... أتـهـدأ نـبضتي والـحب سـامي
وكـيف الـشوق يهدأ في وريدي ... وهذا الحب يسري في عظامي
عـجبت لـقولك الـمجنون عقلي ... أهــذا الـقـول يـخـرج مـن كـرامِ
وكـيف الـقلب يـعقل كـل أمـري ... وأنــت تـشـط فـي بـحر الـظلام
فـقال الـعقل بـئس الـقلب قـلبا ... يـــروم مـنـيتى تـحـت الـحـطامِ
كـأنـك قــد غـفـلت عــن الـبلايا ... كـمـن قــد هــده ثـقـل الـمُـدامِ
تـرنحْ فـي ضـباب الـعشق دوما ... (صـريـعا حـافـيّ الأقــدام دام )