نسج من الخيال 3
يحكى ان الحي الشعبي من نسيج من الخيال 1 و 2 كان في البداية بيتا صغيرا ذو غرفتين لاخوين وأبيهما الهرم ... قد وجدا هذا المكان الفارغ باطراف المدينة ويحد من خلفه مقبرة قديمة ومن أمامه المدينة نفسها...عاش الاخوين في تلك الغرف التي صفائحها وسقفها من صفائح الحديد المصقول التي تتحول في الصيف كالفرن المشتعل من شدة حرارة الشمس وفي الشتاء كالبراد ... ومع مرور الزمن تزوج الأخوين وكبر أبنائهم وتزوجوا فسكنوا بجوار تلك الغرف حتى ملئوها... فاذ بالبيوت تزاحم الموتى في قبورهم من شدة الازدحام ،ومن الناحية المقابلة قد كبرت المدينة ووصل حدودها جدران الحي الشعبي الممتلئ باحفاد الاخوين ...فتلك البيوت كانها الفاصل بين الحياة الدنيا وحياة الاخرة فكل جنازة في المدينة وهي لا تخلوا منها تمر من خلال هذا الحي ...فالحزن والدموع لا تفارق جدرانه ... أما سكان الحي فيعيشون وفكرة الموت وصورته أمامهم كل يوم فالجنائز لا تفارقهم ابدا ...وأن لم يكن هنالك جنازة ، فصورة القبور أمام نوافذ غرف نومهم ..التي تمتلئ بعويل نساء أصحاب القبور عند زيارتهن القبور في الأعياد وذكرى موتهم ...
تخيل أيها القارئ كم هي فترة جنازة احدهم اذا مات .... وكيف يصبر أهله على فراقه وهم يرون قبره كل يوم ....أظن انه يجب كتابة اسم هذا الحي في كتاب "قنس" للأرقام القياسية ...تحت مسمى أقصر جنازة في العالم ... وأطول وقت حداد في العالم ....